أكد الدكتور عماد عمر، أستاذ العلوم السياسية من غزة، أن زيارة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى قطاع غزة كان تستهدف تبرير ما يقوم به الاحتلال الإسرائيلي في القطاع.
وقال عمر في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "توجه ستيف ويتكوف، المبعوث الأمريكي، إلى المنطقة يهدف أساسًا إلى تبرير ما تقوم به إسرائيل في قطاع غزة من عمليات قتل وإبادة جماعية، لا سيما أمام ما تُعرف بمراكز غزة الإنسانية، والتي أضحت في الواقع مراكز للموت".
وأضاف: "ويتكوف صرّح اليوم بأن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ملتزم بتنفيذ صفقة شاملة تفضي إلى إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين لدى حركة حماس، مقابل وقف الحرب على القطاع لكن هذا الطرح لم يتضمن أي إشارة إلى الشروط الإسرائيلية التي لا تزال قائمة تجاه هذا الوقف الكامل للحرب".
وتابع: "الحرب الحقيقية على قطاع غزة لا تزال مستمرة، والمجاعة قائمة، واستهداف المدنيين مستمر، كما أن القتل أمام مراكز الموت لم يتوقف عدد الشهداء في تزايد ملحوظ، حتى بعد إعلان الجانب الإسرائيلي من طرف واحد عن مناطق تهدئة أو ممرات إنسانية، هذا يدلّ بوضوح على أن إسرائيل ماضية في جريمتها، وإن كانت تحاول عبر هذه التصريحات تلميع صورتها أمام المجتمع الدولي".
وأكمل: "هذه المحاولات تأتي تحديدًا في ظل الجهود الدبلوماسية المصرية المكثفة، التي حشدت موقفًا دوليًا ضاغطًا، خاصة تجاه دول الاتحاد الأوروبي، إلى جانب المؤتمر الدولي المتعلق بحل الدولتين جميع هذه الإجراءات تصبّ في إطار الضغط على الإدارة الأمريكية وعلى إسرائيل، بعد أن ظهرت للعيان صور دامغة من قطاع غزة تكشف عن حجم الجرائم المرتكبة".
وذكر: "إسرائيل الآن تسيطر فعليًا على نحو 80% من مساحة قطاع غزة، وتحاصر القطاع من جميع الاتجاهات الجنوبية، الشرقية، والشمالية وبذلك تكون قد سيطرت على الجزء الأكبر الذي تسعى حكومة نتنياهو إلى فرض قبضتها عليه وإذا استُكملت العمليات، فستكون إسرائيل قد احتلت القطاع بالكامل".
واختتم: "الولايات المتحدة، دون شك، قادرة على التأثير على نتنياهو وحكومته، وهناك سوابق تؤكد امتلاك الإدارة الأمريكية القدرة على الضغط الفعلي على إسرائيل نستذكر في هذا السياق ما حدث في الحرب الإيرانية – الإسرائيلية عندما أمر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بإيقاف ضربة جوية وعودة السرب المقاتل، وهو ما أجبر إسرائيل على التراجع هذه سابقة تُبيّن أن واشنطن تملك أوراق ضغط حقيقية، خصوصًا فيما يتعلق بالدعم اللوجستي والعسكري".