"يبث سمومه بصوت هادئ، يكذب ويتحرى الكذب، يُدلس بنفس راضية"، إنه محمد إلهامي الذي يعرف نفسه بأنه مُورخ إسلامي، وما هو إلا أحد المنتمين لمدرسة التزوير التاريخي الإخوانية، مثله مثل محمد الجوادي، والصلابي، وهو ساقط تاريخ إلا عند من اعتاد التلفيق التاريخي ومخدرات التاريخ المتخيل.
إلهامي وعلى مدار بث سمومه، شكك في نصر أكتوبر، وفي مقومات الدولة المصرية، ودعا شباب تنظيم الإخوان، إلى استمرار ما يعتبره حراكًا ميدانيًا ردًا على ثورة المصريين في 30 يونيو 2013 التي أنهت حكم الإخوان.
وروج كذبًا أن الأنظمة المصرية المتعاقبة منذ أيام الرئيس الراحل أنور السادات، حتى الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، يتجاهلون القضية الفلسطينية، وأن الهدف من تنمية وتوسعة قناة السويس هو فصل سيناء عن الدولة المصرية.
استمر إلهامي في كذبه، خلال مشاركته في برنامج "بودكاست" عن فلسطين، بالقول إن الجيش المصري لن يكون لديه القدرة على الدفاع عن سيناء بسبب قناة السويس وتوسعاتها المتتابعة على مر الأزمان، منذ الرئيس السادات، متناسيًا أن الجيش تمكن في حرب أكتوبر من عبور القناة بعدما كان يروج جيش الاحتلال أن الجيش المصري لن يعبر القناة ولا خط برليف المنيع، وان تدمير الساتر الترابي يحتاج إلى قنبلة ذرية، ورغم ذلك تمكن الجيش المصري من عبور القناة وفتح ممرات في خط برليف في 6 ساعات.
تابع إلهامي أن الحل المناسب حاليًا هو إسقاط النظام في مصر، وانه بمجرد سقوط النظام المصري ستحتل إسرائيل سيناء.
ادعى إلهامي زورًا أن احتلال تركيا لليبيا هو نصر من الله وفتح كبير.

من هو محمد إلهامي؟
إلهامي هو سلفي جهادي، كان تابعًا للجبهة السلفية، وانضم لمؤسسة ميدان التابعة للجماعة في تركيا.
وظهر اسم ألهامي عند تأسيس ما يسمى "المعهد المصري للدراسات السياسية والإستراتيجية"، في تركيا، وهو مركز يقدم نفسه كـ"مؤسسة غير هادفة للربح"، تقدم الاستشارات للباحثين والمسؤولين في مؤسسات صنع القرار على مختلف المستويات الوطنية والإقليمية والدولية، وكذلك للمنظمات الدولية العاملة في المنطقة.
وضمت قائمة باحثين المعهد أسماء ترتبط بقوة بجماعة الإخوان الإرهابية وبالنظام الإخواني أمثال عبد الفتاح ماضي وسيف عبد الفتاح وجمال حشمت ومحمد محسوب وطارق الزمر.
وجاء من بين أبرز الأسماء الإخوانية المرتبطة بالمعهد محمد إلهامي الذي يقدم نفسه كباحث في التاريخ والحضارة الإسلامية ويشغل في المعهد منصب "مدير وحدة الحركات الإسلامية".
وبتفقد ومطالعة ملف مقالات محمد إلهامي على موقع المعهد المصري للدراسات السياسية والاستراتيجية نجد أن الأمر لا علاقة له بالأبحاث ولا بالدراسات، بل مُخطط بعيد المدى الذي يهدف لتوظيف علم التاريخ لأجل ضرب فكرة "الانتماء الوطني" للشباب العربي تمهيدًا لزرع فكرة الولاء للجماعة أو التنظيم الدولي.
إلهامي لا يقدم مجرد أطروحات بحثية أو دراسات بها نظريات وقراءات خاصة، إنما أسلوب شديد الركاكة يحاول جذب القاريء دائمًا لمنطقة أن الإسلام السياسي هو الحل وجماعة الإخوان بالذات هي التي كانت تحمل الخير لمصر.
ويحاول النيل من كل ما يعتز به المصريون من قيم تاريخية قديمة وحديثة ومعاصرة محاولًا تشويهه وهدمه، سائرًا في ذلك على خطى الإرهابي الليبي علي الصلابي.