تستعد محافظة سوهاج بكل أجهزتها التنفيذية والأمنية لضمان سير العملية الانتخابية بسلاسة، بما يعكس الصورة الحضارية والديمقراطية للدولة المصرية، وذلك مع اقتراب موعد انتخابات مجلس الشيوخ المصري 2025، حيث تعد المحافظة من أكثر المحافظات كثافة سكانية في الصعيد، ما يجعلها محط أنظار في كل استحقاق انتخابي.
انتخابات الشيوخ في محافظة سوهاج
أعلنت محافظة سوهاج حالة الاستعداد القصوى في جميع الوحدات المحلية والمديريات الخدمية، بناءً على توجيهات اللواء عبدالفتاح سراج محافظ سوهاج، الذي شدد على ضرورة توفير كل سبل الدعم للهيئة الوطنية للانتخابات، وتجهيز المقار الانتخابية لتكون آمنة ومهيأة لاستقبال الناخبين، مع التركيز على كبار السن وذوي الهمم.
وأكد المحافظ خلال اجتماع موسع مع القيادات التنفيذية والأمنية، أن الدولة تسعى لتوفير مناخ ديمقراطي آمن ومحايد، مطالبًا الجميع بالتعاون الكامل لضمان نجاح الانتخابات وخروجها بصورة مشرفة.
وأفاد مصدر مسؤول بديوان عام المحافظة أنه تم تحديد أكثر من 600 مقر انتخابي في مختلف مراكز وقرى سوهاج، وتم التنسيق مع وزارة التربية والتعليم لتخصيص المدارس المناسبة كمقار انتخابية، مع ضمان توافر وسائل التهوية والإضاءة ودورات المياه.
كما تم التنسيق مع وزارة الصحة لتجهيز نقاط إسعاف بكل لجنة عامة، وتوفير فرق طبية للتعامل مع أي طوارئ صحية خلال فترة التصويت، خاصة في ظل درجات الحرارة المرتفعة المتوقعة.
وأعلنت مديرية أمن سوهاج عن خطة أمنية مشددة لتأمين العملية الانتخابية، تشمل انتشار قوات الشرطة أمام المقار، وتمركزات ثابتة ومتحركة في محيط اللجان، مع التنسيق مع القوات المسلحة لتأمين صناديق الاقتراع، ونقلها بعد انتهاء التصويت.
وبدأت مديرية الشباب والرياضة، بالتعاون مع المجلس القومي للمرأة وفرع الهيئة العامة للاستعلامات، تنفيذ حملات توعية لحث المواطنين على المشاركة في الانتخابات، وشملت الحملات ندوات في مراكز الشباب، وإعلانات عبر إذاعة سوهاج المحلية، ومنشورات على صفحات التواصل الاجتماعي.
فيما بدأت الأحزاب السياسية في سوهاج، وعلى رأسها مستقبل وطن، الوفد، المصري الديمقراطي، والتجمع، عقد اجتماعات مكثفة لوضع خطط التحرك الميداني ودعم مرشحيهم، في الوقت الذي شهدت فيه المحافظة تحركات نشطة للمرشحين المحتملين، الذين كثفوا لقاءاتهم في القرى والمراكز.
ويسعى كل مرشح إلى استقطاب القاعدة الجماهيرية في دائرته من خلال حملات مباشرة، ووعود انتخابية بتحسين الخدمات والبنية التحتية، خاصة في المناطق الريفية.
ورغم كل الاستعدادات، لا تخلو العملية الانتخابية من بعض التحديات، أبرزها ضعف الوعي السياسي لدى بعض الناخبين، ووجود مناطق نائية يصعب الوصول إليها بسهولة، فضلًا عن استمرار تأثير المال السياسي في بعض الدوائر.
ويأمل الكثيرون من أبناء سوهاج أن تكون انتخابات مجلس الشيوخ المقبلة أكثر شفافية ونزاهة، وأن تفرز مجلسًا قادرًا على تمثيل الشعب بجدية، خصوصًا في ظل الأزمات الاقتصادية التي تتطلب تفعيل الدور الرقابي والتشريعي للغرفة الثانية للبرلمان.
ومع العد التنازلي لانطلاق انتخابات مجلس الشيوخ 2025، تواصل محافظة سوهاج جهودها لاستقبال هذا الحدث الديمقراطي الكبير، ويبقى الرهان الأكبر على وعي المواطن السوهاجي، وإقباله على صناديق الاقتراع، ليُثبت مرة أخرى أن الصعيد حاضر بقوة في صناعة القرار الوطني.
