تحدثت الدكتورة ريما بجاني، استشاري علم النفس العلاجي، عن خطورة الاعتماد العاطفي للمراهقين على الذكاء الاصطناعي، مؤكدة أن المراهق في هذه المرحلة العمرية يكون في طور اكتشاف ذاته، ويبدأ في تشكيل شخصيته المستقلة والبحث عن القبول الاجتماعي.
وأشارت، خلال مداخلة ببرنامج "صباح جديد"، المذاع على قناة "القاهرة الإخبارية"، إلى أن الذكاء الاصطناعي أصبح بمثابة ملاذ آمن بالنسبة لهم، لأنه لا يرفض ولا يحكم ولا يصدر تقييمات، ما يدفعهم للاعتماد عليه عاطفيًا ونفسيًا وعقليًا.
صديق افتراضي بديل عن الواقع
وأضافت، أن المراهق يلجأ لهذا "الصديق الافتراضي" هربًا من تعقيدات الحياة الواقعية، ويجد فيه نوعًا من الدعم الذي يفتقر إليه أحيانًا في محيطه، مما يشكل خطرًا حقيقيًا على طريقة بنائه لعلاقاته الاجتماعية لاحقًا.
تحذير من تأثيرات سلبية على الشخصية والعلاقات
وأوضحت، أن الاعتماد الكامل على الذكاء الاصطناعي في التواصل وتكوين العلاقات قد يؤدي إلى تشوه في المفاهيم الاجتماعية، مبينة أن المراهق الذي يعتاد على التفاعل مع ذكاء صناعي مبرمج على قول ما يريد سماعه، سيفشل لاحقًا في التعامل مع الواقع البشري المعقد الذي يتطلب تفاهمًا وتحمّلًا للرفض والتباين.
وشددت على أن هذا النوع من التفاعل يُفقد المراهق تدريجيًا القدرة على تنمية مشاعره الإنسانية والانفعالية، بل ويصنع "واقعًا مزيفًا" يخدّر الإحساس الحقيقي بالحياة.
خصوصية المراهقين خط أحمر
ورفضت بجاني بشدة ما يقوم به بعض الأهالي من مراقبة أبنائهم عبر الاطلاع على محادثاتهم مع الذكاء الاصطناعي بدافع الاطمئنان، مشددة على أن ذلك يمثل انتهاكًا خطيرًا للخصوصية، إذ إن هذا السلوك يؤدي إلى فقدان الثقة، ويشعر المراهق بأنه لا يملك مساحة آمنة، مما يدفعه للانغلاق والتخفي أكثر بدلًا من التعبير والانفتاح، محذرة من أن الثقة إذا فُقدت يصعب استعادتها لاحقًا.
الحل في التوعية وليس المصادرة
ودعت بجاني الأهل إلى بناء علاقة قائمة على التواصل والثقة والاحتواء، مؤكدة أن المراهق بحاجة إلى من يسمعه دون حكم أو تجسس، مبينة أن الحل ليس في مصادرة أدوات الذكاء الاصطناعي، بل في توعية الأبناء بطريقة استخدامها، والحرص على أن تكون مجرد وسيلة للمعرفة لا بديلًا عن العلاقات الإنسانية أو المشورة النفسية الحقيقية.