في ضوء تصاعد الحوادث المرتبطة بالاستخدام العشوائي للألعاب النارية، تكثف وزارة الداخلية جهودها على مستوى الجمهورية لضبط هذه المواد الخطرة وملاحقة المتورطين في الاتجار بها أو استخدامها دون ترخيص.
وشنت الأجهزة الأمنية، بقيادة قطاع الأمن العام والإدارة العامة لمباحث التموين حملات موسعة أسفرت عن ضبط عشرات المخازن غير المرخصة وشبكات التهريب التي تتاجر بالألعاب النارية والمفرقعات خلال المواسم والأعياد.
وأكدت وزارة الداخلية أن التعامل مع تلك القضايا يجري وفق أحكام قانون العقوبات وقانون الأسلحة والذخائر، حيث تُعد حيازة أو الاتجار بمواد مفرقعة دون تصريح جريمة جنائية يُعاقب عليها بالسجن ومصادرة المضبوطات، مع غلق المنشآت التي يثبت تورطها.
حملات وقائية وتنسيق شامل
تتضمن خطة الوزارة إجراءات تفتيش دورية على المحال التجارية والأسواق، والتعاون مع الجهات الجمركية في الموانئ والمطارات لمنع دخول كميات الألعاب النارية المهربة، بالإضافة إلى توعية المواطنين بخطورتها، خاصة فئة الشباب والأطفال.
كما دعت الوزارة منظمي الحفلات والمناسبات العامة إلى ضرورة الالتزام الكامل بإجراءات السلامة والحصول على التراخيص القانونية المسبقة، مع وجود فرق متخصصة في تشغيل الألعاب النارية وخطط طوارئ في مواقع الفعاليات الكبرى.
حادث الساحل الشمالي.. جرس إنذار جديد
رغم الجهود المكثفة، شهدت مصر حادثًا مؤسفًا يعكس خطورة الإهمال أو الخطأ الفني في التعامل مع الألعاب النارية، حيث وقع انفجار خلال حفل فني للفنان محمد رمضان في مسرح بورتو مارينا بالساحل الشمالي فجر 31 يوليو 2025، ما أسفر عن وفاة شاب يُدعى حسام حسن عبد القوي، أحد العاملين بشركة الألعاب النارية، وإصابة 6 آخرين بينهم إصابة حرجة.
ووفقًا للتحقيقات الأولية، تبين أن الحادث نجم عن عطل فني في أنبوبة الهواء المستخدمة في تشغيل الألعاب النارية، ما أدى إلى الانفجار بشكل مفاجئ وسط حضور جماهيري كبير، تسببت في حالة من الذعر والفوضى.
مخاطر الألعاب النارية.. خلف الوميض والألوان
يحذر خبراء السلامة من أن الألعاب النارية، رغم مظهرها الاحتفالي، تُعد مواد شديدة الخطورة إذا لم تُستخدم بطريقة احترافية، وتشمل أبرز مخاطرها:
الحرائق والانفجارات الناتجة عن سوء التخزين أو التشغيل.
الإصابات الجسدية كالحروق وفقدان السمع والبصر.
التلوث البيئي نتيجة الانبعاثات الكيميائية والدخان.
الخطر المباشر على العاملين، كما أظهر الحادث الأخير.
التأثير السلبي على الحيوانات التي تتضرر من الأصوات العالية.
إجراءات الوقاية المطلوبة
لتجنب تكرار مثل هذه الحوادث، يُوصى باتباع مجموعة من الإجراءات الصارمة، منها:
1. التأكد من حصول الشركات على التراخيص اللازمة ومراجعة معداتها دوريًا.
2. تدريب العاملين تدريبًا احترافيًا مع توفير أدوات الحماية الشخصية.
3. تحديد مسافات أمان واضحة بين مواقع الإطلاق والجمهور.
4. وجود فرق طوارئ من الإسعاف والإطفاء في موقع الحدث.
5. نشر الوعي بين المواطنين بعدم شراء أو استخدام الألعاب النارية من مصادر غير رسمية.
6. تشجيع استخدام بدائل آمنة مثل عروض الليزر والإضاءة الحديثة.
إن الحادث الذي شهده الساحل الشمالي ليس إلا تذكيرًا جديدًا بأن الإهمال في تطبيق معايير السلامة قد يؤدي إلى مآسٍ غير متوقعة.
وتؤكد وزارة الداخلية استمرارها في تطبيق القانون بكل حزم، وحماية الأرواح من مخاطر الاستخدام غير القانوني للألعاب النارية، داعية الجميع إلى تحمل المسؤولية المشتركة في تأمين الفعاليات العامة وضمان سلامة المواطنين.