سلط موقع أذرتاج الإخباري الضوء على إطلاق مشروع رائد وغير مسبوق يهدف إلى إنشاء أول متحف عسكري تحت الماء في مصر، وذلك من خلال عملية إغراق مدروسة لـ 15 سفينة حربية في أعماق البحر الأحمر.
هذا المشروع الطموح، الذي يمثل إضافة نوعية ومبتكرة للوجهات السياحية في مدينة الغردقة، يجمع ببراعة بين استكشاف التاريخ العسكري البحري العريق وجمال البيئة البحرية الخلاب.
ويأتي هذا الإنجاز بالتعاون الوثيق بين وزارة البيئة، ومحميات البحر الأحمر الطبيعية، وعدد من منظمات المجتمع المدني المعنية بالحفاظ على البيئة البحرية، بهدف تحقيق التوازن بين التنمية السياحية والاستدامة البيئية.
ويطمح هذا المشروع إلى أن يكون المتحف الأول من نوعه ليس فقط في مصر، بل في القارة الإفريقية بأسرها، مما يعكس ريادة مصر في هذا المجال.
تفاصيل المشروع وأهدافه البيئية والسياحية المتعددة
بعد سنوات طويلة من التخطيط الدقيق والإعداد الشامل، يهدف هذا المتحف الفريد إلى توفير ثلاثة مواقع غوص بديلة وجذابة قبالة سواحل البحر الأحمر، وهي مناطق تُعرف بكثافة الغواصين والزوار.
ستسهم هذه المواقع الجديدة بشكل فعال في تخفيف الضغط البيئي المتزايد على الشعاب المرجانية الطبيعية القائمة، والتي تعاني من التدهور بسبب الأنشطة البشرية المتزايدة.
في الوقت نفسه، ستعمل هذه السفن الغارقة على إنشاء بيئة بحرية اصطناعية جديدة، ستجذب إليها أنواعًا متنوعة من الحياة البحرية، بما في ذلك الأسماك والشعاب المرجانية، لتنمو وتزدهر حول هذه الهياكل المعدنية.
تهدف هذه المبادرة إلى تقديم تجربة غوص لا تُنسى وفريدة من نوعها لعشاق المغامرة والاستكشاف، حيث يمكنهم الغوص في أعماق التاريخ العسكري للقطع البحرية، بينما يستكشفون في الوقت ذاته الجمال الطبيعي الخلاب للحياة البحرية النابضة التي ستتكون حولها.
يتضمن مشروع المتحف إنزال 15 سفينة حربية عسكرية، كل قطعة منها تحمل قصة فريدة وأهمية تاريخية خاصة بها، مما يضيف بعدًا ثقافيًا وتاريخيًا لتجربة الغوص.
ومن المقرر أن تُغرق هذه القطع بعناية فائقة في ثلاثة مواقع محددة استراتيجيًا هي "شعب السقالة" و"عروق الطويل" و"عرق جامع في مجاويش".
ومن خلال هذه العملية، سيتم خلق مواقع غوص جديدة كليًا في الغردقة، مما يعزز مكانتها كوجهة عالمية رائدة للغوص ويجذب إليها عشاق المغامرة والاستكشاف من مختلف أنحاء العالم، الباحثين عن تجارب غوص استثنائية.
احتفال رسمي وتأكيد على الأهمية الإقليمية للمشروع
تُعدّ هذه الخطوة إنجازًا كبيرًا ومحوريًا ليس فقط لمصر على الصعيدين السياحي والبيئي، بل أيضًا لقارة إفريقيا بأسرها، حيث سيكون المتحف الأول من نوعه الذي يجمع بين البعد العسكري والتاريخي والبيئي تحت الماء.
ولإبراز الأهمية الاستراتيجية لهذا المشروع على الصعيدين المحلي والإقليمي، أقيم احتفال مهيب في المارينا السياحي بمدينة الغردقة.
وقد شهد هذا الحدث حضورًا رفيع المستوى، ضم وزيرة البيئة المصرية الدكتورة ياسمين فؤاد، بالإضافة إلى عدد من وزراء البيئة العرب من دول مختلفة.
شارك في هذا الحدث البارز وزراء من الأردن، والمملكة العربية السعودية، وجيبوتي، والصومال، والسودان، واليمن، مما يؤكد على البعد الإقليمي الواسع لهذا المشروع وأهميته في تعزيز التعاون المشترك بين الدول العربية في مجالات حماية البيئة وتطوير السياحة المستدامة.