باتت مشروعات الطاقة المتجددة في إيران تشكّل حلًا مثاليًا لأزمة تزايد الطلب على الكهرباء مع تراجع إمدادات الغاز، في ظل التحديات التي تواجهها البلاد، بما في ذلك العقوبات الأميركية.
وكشف نائب وزير الطاقة ورئيس منظمة الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة في إيران محسن طرزطالب -وفق بيانات اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن)- عن إطلاق برنامج شامل للتنفيذ الفوري لمحطات طاقة متجددة بقدرة إجمالية تبلغ 7 آلاف ميغاواط.
وشدّد على أن البرنامج الجديد لمحطات الطاقة المتجددة في إيران سيسير بوتيرة أسرع، مشيرًا إلى تنفيذ العديد من البرامج في مجال تطوير الطاقة النظيفة وتحسين كفاءة الطاقة في البلاد.
ويأتي البرنامج الجديد في إطار خطط إيران لإضافة 30 غيغاواط من الكهرباء النظيفة خلال السنوات المقبلة، في خطوة من شأنها تنويع مزيج الطاقة وتلبية الطلب المتزايد.
الطاقة المتجددة في إيران
أشار نائب وزير الطاقة إلى أنه في مجال الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى المشروعات الاستثمارية التي ينفّذها المستثمرون في إطار مختلف العقود وآليات جذب الاستثمار، أُطلق برنامج شامل للتنفيذ الفوري لمحطات الطاقة المتجددة، بقدرة إجمالية تبلغ 7 آلاف ميغاواط.
وشدّد على أن البرنامج سيتقدم بوتيرة أسرع مع موافقة المجلس الاقتصادي مؤخرًا على استثمار صندوق التنمية الوطني، وفي الوقت نفسه، سيجري تسهيل تمويل تنفيذ المشروعات من قِبل المستثمرين الذين سيملكون محطات الطاقة.

وأوضح أنه في مجال كفاءة الطاقة، وباستعمال آلية سوق توفير الطاقة والبيئة، حُدّد العديد من المشروعات ويجري العمل على تنفيذها.
وكان المجلس الاقتصادي لحكومة طهران قد أصدر في مارس/آذار الماضي قرارًا يرخص شراء المعدّات والآلات واستيرادها لمشروع إنشاء محطات للطاقة المتجددة بقدرة 30 ألف ميغاواط، وهو خطوة من شأنها وضع حلول لتزايد الطلب على الكهرباء.
ومن المقرر وفق خطط الطاقة المتجددة في إيران -اطّلعت عليها منصة الطاقة المتخصصة- أن تتوزع المشروعات الجديدة ما بين 25 ألف ميغاواط من الطاقة الشمسية و5 آلاف ميغاواط من طاقة الرياح.
الكهرباء في إيران
يمثّل التوسع في مشروعات الطاقة المتجددة خطوة إستراتيجية لحل أزمة الكهرباء في إيران مع النقص في العرض بنسبة 30% خلال ذروة الطلب الصيفي في عام 2025.
ويُقدّر العجز في الكهرباء بنحو 20 غيغاواط، بحسب تصريحات رسمية أكدت أن الخلل تراكم نتيجة سنوات من نقص الاستثمار من جهة، وتوسّع شبكات التوزيع من جهة أخرى.
وتعتمد إيران بصورة شبه كلية على الوقود الأحفوري لتوليد الكهرباء؛ إذ بلغت نسبته 92% من إجمالي الإنتاج خلال عام 2024، في مقابل 0.5% فقط للطاقة الشمسية والرياح مجتمعتَين، وفق بيانات مركز "إمبر" لأبحاث الطاقة.
وتُشير بيانات وكالة الطاقة المتجددة الدولية (آيرينا) إلى أن إيران تمتلك قدرات طاقة متجددة تبلغ 13 غيغاواط حتى نهاية عام 2024؛ ما يضعها في صدارة دول الشرق الأوسط من ناحية القدرات المركبة، لكن دون استغلال فعّال لهذه الإمكانات.
وبلغ إنتاج الكهرباء من المحطات الحرارية 351 مليون ميغاواط/ساعة خلال العام المالي المنتهي في 20 مارس/آذار 2025، وهو مستوى قياسي يعكس الاعتماد المتزايد على هذا النوع من المحطات.
وتشكّل المحطات الحرارية 84% من إجمالي الإنتاج، وتعتمد بنسبة 80% على الغاز الطبيعي، في حين تُسهم محطات الدورة المركبة بنسبة متزايدة قُدرت بـ2.2%.
وارتفع إنتاج الكهرباء من الغاز الطبيعي بنسبة 4.4% إلى 67 ميغاواط/ساعة، في حين أضافت المحطات البخارية 82 ميغاواط/ساعة. وتأتي إيران في المرتبة الـ16 عالميًا من حيث إنتاج الكهرباء، مع تسجيل نمو في القدرات الإنتاجية بنسبة 13% منذ عام 1979 لتبلغ حاليًا 94.5 ميغاواط.
وتهدف خطة الحكومة لإنتاج 30 ألف ميغاواط كهرباء من الطاقة المتجددة في إيران خلال السنوات الـ3 المقبلة، إلى توفير 11 مليار متر مكعب من الوقود سنويًا، وخفض التكاليف لما بين 5 و7 مليارات دولار.
وتعاني المحطات العاملة بالديزل أو الغاز كفاءة منخفضة، لا تتجاوز 30%، بسبب الاعتماد على تقنيات قديمة وعدم استكمال عمليات الاحتراق بصورة فعّالة، وفي حين تعتمد دول أخرى على التكنولوجيا لتحسين الكفاءة، يبدو أن إيران متأخرة في هذا الجانب.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..