تواضروس , في مساء أمس، ألقى قداسة البابا ، عظته الأسبوعية من مركز لوجوس في المقر البابوي بدير القديس الأنبا بيشوي بوادي النطرون. جاءت هذه العظة في إطار فعاليات ملتقى لوجوس الخامس لشباب الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حول العالم، الذي يجمع شباباً من مختلف أنحاء العالم لتبادل الخبرات وتعزيز الروابط الكنسية.
تجمع شبابي عالمي في قلب الكنيسة
أعرب قداسة البابا عن سعادته بلقاء الشباب المشاركين في هذا الملتقى، مشيرًا إلى أن هذا الحدث يضم ممثلين من 44 دولة. على الرغم من اختلاف الثقافات واللغات بين المشاركين، إلا أن هذا الملتقى جمعهم معًا في حضن الكنيسة ليعيشوا تجربة روحية مميزة من خلال الصلاة، والدراسة، والتفاعل. أضاف قداسته أن الملتقى يعزز الشعور بالوحدة المسيحية العالمية، حيث يتبادل الشباب أفكارهم ويكتسبون مهارات جديدة تفيدهم في حياتهم الروحية والعامة.
البابا تواضروس يتحدث عن جذور الكنيسة القبطية: بين التاريخ والإيمان
واصل الباب سلسلة عظاته تحت عنوان “حكايات الشجرة المغروسة”، حيث ركز في عظه هذا اليوم على “جذور الكنيسة القبطية الأرثوذكسية”. وأوضح أن هذا الموضوع يتماشى مع شعار الملتقى لهذا العام “متصلون” (Connected)، الذي
يعكس الارتباط العميق بين أبناء الكنيسة وجذورها الروحية والتاريخية. وأشار إلى أن الجذور القبطية تشمل العديد من العوامل الثقافية والتاريخية، وأهمها التقويم القبطي. يضم 13 شهر ، ما عدا شهر شهر نسيء الذي يحتوى على 5 أو 6 أيام، وهو يحيط بتواريخ وأعياد كنسية مهمة مثل عيد دخول السيد المسيح إلى مصر، الذي يُحتفل به في الأول من يونيو.
وأضاف البابا أن التقويم القبطي يمثل “ذاكرة الكنيسة”، كونه يضم أهم مناسبات الأعياد والأصوام في تاريخ الكنيسة. وأشار إلى أن التقويم القبطى يُعد جزءًا من التراث المصري القديم، حيث تعتبر مصر الدولة الوحيدة في العالم التي تحمل “علم المصريات”، وهو ما يعزز الهوية المصرية المسيحية. كما تحدث عن اللغة القبطية التي تعد لغة روحية وموسيقية في آن واحد، مؤكدًا على أنها تحمل جزءًا من هوية الشعب المصري القديم، حيث تُكتب بحروف يونانية وتضم أسماء أماكن مصرية.
حلقات نقاشية مع البابا تواضروس لتعميق الفهم والتواصل
بعد العظة، عقد البابا جلسات حوارية مع الشباب المشاركين في الملتقى حول مائدة مستديرة. تم تقسيم المشاركين إلى ثلاث مجموعات؛ الأولى من شباب أوروبا وآسيا، والثانية من شباب إفريقيا وأستراليا، والثالثة من شباب الأمريكتين. في هذه الجلسات، تحدث البابا مع كل مجموعة بكلمة تأملية قصيرة، ثم استمع إلى استفساراتهم حول التحديات التي يواجهونها في بلدانهم. كانت هذه الحلقات فرصة قيمة لتبادل الخبرات ومناقشة واقع الخدمة المسيحية في مختلف أنحاء العالم.
وقد شارك في الملتقى 200 شاب وشابة من 44 دولة، بما يعكس التنوع الكبير الذي تشهده الكنيسة القبطية في العالم. ويُعد هذا الملتقى جزءًا من سلسلة ملتقيات لوجوس التي تعقد تحت شعار “العودة إلى الجذور”، وهو يمثل فرصة لشباب الكنيسة للتواصل والتفاعل مع بعضهم البعض، مؤكدين أهمية التواصل المستمر بين أبناء الكنيسة القبطية الأرثوذكسية في جميع أنحاء العالم.
