افتتحت مؤشرات الأسهم الأوروبية تعاملات اليوم الخميس على أداء متباين، وسط ترقب المستثمرين لمزيد من نتائج أعمال الشركات للربع الثاني من العام، والتي تلعب دورًا محوريًا في تحديد اتجاهات السوق في ظل استمرار حالة الحذر من التطورات الاقتصادية العالمية.
وسجل مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي تراجعًا طفيفًا بنسبة 0.01%، أي بمقدار 0.09 نقطة، ليصل إلى مستوى 550 نقطة، حيث تأثرت مكاسب بعض القطاعات بعمليات جني أرباح، في حين دعمت نتائج إيجابية لشركات أخرى بعض المكاسب المحدودة.
وفي تفاصيل المؤشرات القطاعية، انخفض قطاع الموارد الأساسية بنسبة 0.4%، متأثرًا بتراجع أسعار السلع الأولية عالميًا، في حين ارتفع قطاع التكنولوجيا بنسبة 0.6% بدعم من نتائج فصلية قوية أعلنتها بعض شركات البرمجيات والحوسبة السحابية.
وتفاعل المستثمرون بحذر مع مجموعة من النتائج المالية الصادرة عن كبرى الشركات الأوروبية، إذ فاقت نتائج بعض البنوك وشركات السيارات التوقعات، بينما جاءت تقارير أرباح عدد من شركات الطاقة والسلع دون المتوقع، ما أسهم في حالة التباين العام التي تسيطر على السوق.
وفي هذا السياق، قالت شركة "بي.إن.بي باريبا" الفرنسية إنها حققت نموا في صافي الأرباح بنسبة 8% على أساس سنوي، مدعومة بنمو أنشطة التجزئة المصرفي، وهو ما دعم أداء القطاع المالي في فرنسا وبلجيكا.
من ناحية أخرى، تراجعت أسهم شركة "بي بي" البريطانية للطاقة بنسبة 1.2% بعد أن أعلنت عن أرباح دون التوقعات بفعل انخفاض أسعار النفط الخام خلال الربع الثاني، ما أثر بدوره على مؤشرات البورصة في لندن.
وفي ألمانيا، استقر مؤشر "داكس" عند مستوى 18,450 نقطة تقريبًا، حيث حدّت نتائج متباينة لشركات السيارات من قدرة المؤشر على تسجيل مكاسب ملحوظة، رغم أداء قوي لبعض شركات التكنولوجيا.
وتواجه الأسواق الأوروبية تحديات مزدوجة في الوقت الراهن، تتمثل في القلق من تباطؤ النمو الاقتصادي في الصين، الشريك التجاري الأبرز للعديد من دول القارة، بالإضافة إلى الحذر المرتبط بالسياسات النقدية للبنك المركزي الأوروبي الذي يوازن بين السيطرة على التضخم ودعم النمو.
وبحسب مراقبين، فإن حالة التباين في الأداء تعكس انقسامًا في ثقة المستثمرين بشأن قوة التعافي الاقتصادي، إذ لا تزال التقديرات متباينة حول فرص التوسع الاقتصادي في النصف الثاني من 2025.
وتترقب الأسواق تقارير التضخم والنمو في منطقة اليورو والتي ستصدر خلال الأيام المقبلة، لتحديد توجهات السياسة النقدية، خاصة مع تلميحات من بعض أعضاء البنك المركزي الأوروبي إلى احتمال الإبقاء على أسعار الفائدة لفترة أطول من المتوقع، في ظل عدم وضوح مسار التضخم.
وفي ختام تعاملات الفترة الصباحية، ظلت مؤشرات الأسواق الرئيسية تحت ضغط من نتائج الشركات، في حين ينتظر المستثمرون البيانات الأمريكية والأوروبية المرتقبة التي قد تعطي إشارات أوضح بشأن مستقبل الاقتصاد العالمي.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل الإخباري يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
