«أحــمـديـات» مازالت الكلمة حائرة بين مقصود لم يُفهم.. ومفهوم لم يُقصد

• «أحمديات»: مازالت الكلمة حائرة بين
  مقصود لم يُفهم... ومفهوم لم يُقصد
  فاجعل كلمتك بسيطة، حتى يُفهم مقصدها.

المصلحة (1)

انقبض قلبي فجأة بعد اكتشافي فقدان أوراق رسمية وشخصية هامة تخصني
والأمر سيستلزم ذهابي إلى المصلحة لاستخراج بدل فاقد لتلك الأوراق.

وذلك لما سمعته وكنت أسمعه دومًا من قصص وحكايات دارت مع الأقارب والزملاء الذين ذهبوا إلى المصلحة

لم أنم تلك الليلة...
وظلّت تراودني أحلام اليقظة
ماذا سيحدث لي؟
ماذا سيفعلون بي؟
في المصلحة...

وازداد التوتر داخل الأسرة
الزوجة والأولاد في قلق كبير
ظلوا بجواري يشدون من أزري ويدعون لي بأن أجتاز هذه المحنة، في المصلحة
وتعدي على خير بإذن الله.

استجمعت قواي وجهزت كل البيانات والأوراق التي تثبت أحقيتي في استخراج بدل فاقد، وقررت أن أذهب صباح اليوم التالي لمواجهة المصلحة بكل شجاعة.

توجهت للنوم... لكن لم أستطع
ظلت الكوابيس تحاصرني
حتى سمعت آذان الفجر
فقمت توضأت وصليت
ودعوت ربي أن يساندني ويمنحني القوة
قبل الذهاب إلى المصلحة.

فوجئت بالمنزل كله مستيقظًا
ليودعوني، قالت لي زوجتي: أنا صليت ودعيت لك، وبلغتني أن أقرأ سورة يس قبل دخول المصلحة
فهي هامة لقضاء الحوائج.

نظرت إلى أولادي
رأيت في عيونهم خوفًا
قالوا لي: لازم نكون معاك، لازم نقف جنبك، عشان ما تكونش لوحدك في المصلحة.

طمّنتهم، وقلت لهم: لو حصل لي شيء هاتصل بيكم فورًا.

ثم ارتديت ملابس المصلحة
التي نصحني بها الأصدقاء
لأنها تتحمل الأجواء هناك
وأخذت شنطة كبيرة
مليئة بالأوراق
التي تثبت أنني أنا
ولست أحدًا غيري
لأقاوم المصلحة
كما قال لي المحبون والمقربون.

«توكلت على الله»
وسط دعوات زوجتي وأولادي
بأن أعود سالمًا، غانمًا، معافى بإذن الله

وقفت أمام باب البيت للحظات
استوقفت أحد الكائنات الغريبة
فاكرين؟ التكتوليكا
هو الوحيد الذي يعرف عنوان المصلحة.

بحركة بهلوانية انطلق
سريعًا أحيانًا
وطائرًا أحيانًا أخرى
وفي ثوانٍ وجدت نفسي أمام بوابة كبيرة
ومبنى قديم وضخم وعريق
وعليه لافتة كبيرة مكتوب عليها
المصلحة

ازدادت نبضات قلبي
وبدأ العرق يتصبب من وجهي
فتذكرت زوجتي
وقرأت سورة يس
ثم المعوذتين

وتوجهت إلى البوابة
لأجد رجلًا مسنًا وضعيف البنية
عرفت أن اسمه عم على الله
سألني: ماذا تريد؟

فقلت له: يا عم على الله
أريد أن توجهني
أين أبدأ؟ وكيف أبدأ؟
لإصدار بدل فاقد للأوراق الخاصة بي

فأبلغني بسرعة:
لازم تروح الدور العاشر
عند مدام اعتماد
هي اللي حتوجهك بعد كده

سألته: أين الأسانسير؟
لكي أذهب للدور العاشر
ففاجأني قبل أن أنهي سؤالي
بكلمة واحدة: عطلان

سألته مرة أخرى:
وما أهمية مدام اعتماد؟
وهل ضروري أصعد عشر طوابق لمقابلتها؟

وهنا جاءت الصدمة الكبرى...

قال لي:
يا أستاذ لازم تطلع عند مدام اعتماد
هي حتقرأ لك الكف
عشان تعرف إذا كانت مصلحتك
هتنقضي النهاردة في المصلحة
ولا لأ
عشان ما تضيعش وقتك...

وإذا بي...

انتظروني في اللقاء القادم
سأكمل لكم ما حدث...
في المصلحة... تابعونا

قرمشة

عن الناس:

أرقى الناس هو أقلهم حديثًا عن الناس
وأنقى الناس هو أحسنهم ظنًا بالناس
وأتقى الناس أكثرهم سعيًا لخدمة الناس

عن القلوب:

رؤية القلوب أفضل من رؤية العيون
لأن العين ترى الجميع
أما القلب لا يرى إلا من يُحبه
وها أنا أراكم جميعًا بقلبي
فاعلموا أنني أحبكم

إلى اللقاء قريبًا...