أخبار عاجلة
أسعار الذهب في مصر اليوم الخميس 31 يوليو 2025 -

لطفي لبيب.. الممثل الذي لم يحتاج البطولة ليتربع على عرش قلوب الجمهور

لطفي لبيب.. الممثل الذي لم يحتاج البطولة ليتربع على عرش قلوب الجمهور
لطفي لبيب.. الممثل الذي لم يحتاج البطولة ليتربع على عرش قلوب الجمهور

بصوت هادئ، ونظرة مفعمة بالحكمة، وبرصيد فني يتجاوز حدود الأرقام، رحل اليوم الفنان لطفي لبيب عن عمر ناهز الـ77 عامًا، بعد صراع طويل مع المرض، ليطوي صفحة مشرقة من كتاب الفن المصري، ويترك خلفه إرثًا من القيم والضحك والمواقف التي لا تُنسى.

وفاة الفنان لطفي لبيب

أعلن الفنان منير مكرم، عضو مجلس نقابة المهن التمثيلية، وفاة الفنان لطفي لبيب داخل أحد المستشفيات بعد أيام من تدهور حالته الصحية ودخوله العناية المركزة، إثر أزمة صحية ألمّت به. ونعاه قائلًا: "ويرحل أغلى الناس.. الفنان لطفي لبيب"، في وداع مؤثر لفنان ارتبط به الجمهور بأدواره المميزة وإنسانيته العميقة.

نشأة صعيدية.. وروح وطنية

وُلد لطفي لبيب في صعيد مصر، في أسرة مسيحية متوسطة الحال، وسط بيئة محافظة طبعته بالحكمة والاعتدال. حصل على ليسانس الآداب – قسم الفلسفة من جامعة عين شمس، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرج عام 1970، قبل أن يؤدي الخدمة العسكرية ويشارك في حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، وهي التجربة التي دوّنها لاحقًا في كتابه الشهير "الكتيبة 26"، بأسلوب توثيقي ساخر يُجسّد وطنيته التي ظلّ يعتز بها طوال حياته.

فن لا يُنسى.. وأدوار حفرت حضورها

قدّم لطفي لبيب أكثر من 150 فيلمًا، وشارك في نحو 380 عملًا فنيًا، من بينها أعمال سينمائية وتلفزيونية ومسرحية لا تزال راسخة في وجدان الجمهور، مثل:

"السفارة في العمارة"، حيث جسّد ببراعة شخصية السفير الإسرائيلي.

"صعيدي في الجامعة الأمريكية"، و"بوشكاش"، و"رمضان مبروك أبو العلمين حمودة".

ودراميًا: "المال والبنون"، "زيزينيا"، "رأفت الهجان"، و"أبو ضحكة جنان".
كما وقف بجانب جيل الشباب من النجوم مثل محمد هنيدي، أحمد مكي، مي عز الدين، وغيرهم.

أخلاق الفرسان: شرط إنساني في كواليس "عسل أسود"

من أبرز المواقف التي تلخص إنسانية لطفي لبيب، ما كشفه في لقاء سابق عن كواليس مشاركته في فيلم "عسل أسود"، حيث كان الدور في الأصل للفنان الراحل محمد شرف، الذي اعتذر بسبب وعكة صحية، فاشترط لبيب قبل قبول الدور أن يحصل شرف على أجره كاملًا، في تصرف إنساني نادر الحدوث في الوسط الفني.

مواقف وطنية لا تُشترى

من أشهر مواقفه السياسية، رفضه تكريمًا من السفارة الإسرائيلية بالقاهرة بعد تجسيده دور السفير الإسرائيلي في "السفارة في العمارة". صرّح حينها: "أنا حاربت عشان الأرض دي، وسيناء غالية عليا جدًا.. ومش ممكن أقبل تكريم من كيان احتلها وقتل مننا ناس"، كلمات تنضح بالكرامة وترفع مقام الفن إلى مرتبة الرسالة الوطنية.

الجلطة التي غيّرت المسار

في عام 2017، تعرّض لطفي لبيب لجلطة في المخ أثرت على حركته، وتسببت في إصابة بالجانب الأيسر من جسده، ما اضطره إلى الابتعاد تدريجيًا عن التمثيل. 

ورغم اعتزاله غير الرسمي، ظلّ يظهر في بعض المناسبات واللقاءات، حيث عبّر عن رضاه التام بما قدمه، قائلًا: "أنا قانع جدًا.. وشاكر لربنا على كل اللي وصلت له".

أب صارم وحنون.. لا يورّث الفن

في لقاء نادر، تحدث عن أسرته قائلًا: "أنا أب لثلاث بنات، وزوجتي ست جدعة ومخلصة، وبناتي مش عايزين يدخلوا الفن.. وأنا مش بحب أورّث الفن، لأنه مش ورث بالنسبة لي"، مؤكدًا أنه أب حاسم في بعض الأمور وحنون في أخرى، لتنعكس نفس القيم التي جسدها في أعماله داخل بيته.

وداعًا لطفي لبيب..

برحيل لطفي لبيب، يفقد الوسط الفني أحد رموزه الكبار، ليس فقط لما قدّمه من أعمال، ولكن لما مثّله من قيم وشخصية استثنائية جمعت بين البساطة والوقار، وبين الموهبة والنُبل.

وداعًا للسفير الذي لم يساوم على شرف الوطن، وللفنان الذي فضّل الصمت على التنازل، وللإنسان الذي جسّد في حياته ما يصعب تقليده على الشاشة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق مصر تتصدر صادرات تبغ الشيشة عالميًا في 2024
التالى "دانة غاز" تعلن احتياطيات الغاز في مصر ضمن برنامج بـ100 مليون دولار