في حدث فلكي غير مسبوق، تستعد عدة دول عربية لمشاهدة واحد من أطول الكسوفات الكلية للشمس خلال القرن الحادي والعشرين، وفقًا لما أكدته تقارير فلكية حديثة، إذ من المنتظر أن يتحول ضوء الظهيرة إلى ظلام تام لعدة دقائق، في معهد كوني يُعد من الأندر في العصر الحديث.
أطول كسوف كلي في القرن
التقارير أوضحت أن هذا الكسوف سيستمر لمدة تصل إلى 6 دقائق و23 ثانية، وهو زمن استثنائي مقارنة بالكسوفات الكلية المعتادة التي نادرًا ما تتجاوز الثلاث دقائق، ولشدة ظلامه وطول مدته، يُتوقع أن يثير دهشة مراقبي السماء والمهتمين بعلم الفلك حول العالم.
هذا الكسوف يكتسب طابعه الفريد من تزامن عدة عوامل فلكية: فالقمر سيكون في أقرب نقطة له من الأرض (الحضيض)، مما سيجعله يبدو أكبر حجمًا من المعتاد، بينما ستكون الأرض في نقطة الأوج من الشمس، فتبدو الشمس أصغر، هذا التوازن الدقيق يمنح القمر القدرة على حجب قرص الشمس بالكامل، مانحًا الأرض ظلامًا تامًا في وضح النهار.
مسار الظل… من الأطلسي إلى الصومال
أما مسار الكسوف، فبحسب مركز هارفارد-سميثسونيان للفيزياء الفلكية، سيبدأ فوق المحيط الأطلسي قبل أن يعبر مضيق جبل طارق وصولًا إلى جنوب إسبانيا، ثم يتجه شرقًا ليشمل شمال إفريقيا وعددًا من الدول العربية، وينتهي فوق مياه المحيط الهندي.
الكسوف سيعبر مناطق مأهولة بكثافة، حيث سيُتاح لملايين من السكان فرصة مشاهدته. مدن إسبانية مثل قادس وملقة ستشهد ظلامًا لأكثر من 4 دقائق، بينما تقع مدينتا طنجة وتطوان المغربيتان في قلب الشريط المركزي للظل. وفي بنغازي الليبية، ستستمر فترة الظلمة نحو خمس دقائق، أما الأقصر المصرية فستكون الأكثر حظًا، حيث يُتوقع أن تغرق في الظلام لأكثر من 6 دقائق كاملة.
السعودية واليمن أيضًا على الخريطة
ويمتد ظل الكسوف إلى مدينة جدة ومكة المكرمة في المملكة العربية السعودية، قبل أن يتابع طريقه عبر مناطق في اليمن والصومال، لتكون نهاية هذا العرض الكوني النادر فوق مياه المحيط الهندي.
وحتى خارج النطاق العربي، ستكون بعض المناطق قريبة من الحدث. ففي إيطاليا، من المنتظر أن تشهد الأجزاء الجنوبية من البلاد وجزيرة لامبيدوزا كسوفًا جزئيًا يقترب من التغطية الكاملة.