يشغل بال الكثيرين أسعار البنزين والوقود في مصر اليوم الأربعاء، 30 يوليو 2025، في ظل قرار الحكومة الأخير بتأجيل اجتماع لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية. كان من المقرر عقد الاجتماع خلال يوليو الجاري، إلا أن رئيس الوزراء، الدكتور مصطفى مدبولي، أعلن في وقت سابق عن تأجيله لمدة ثلاثة أشهر ليُعقد في أكتوبر المقبل، وذلك "تخفيفًا على المواطنين".
أسعار البنزين والوقود في مصر.. يأتي هذا القرار ليؤكد استقرار أسعار الوقود الحالية في محطات الوقود بمختلف المحافظات حتى الموعد الجديد لاجتماع اللجنة. وكانت آخر تحريك للأسعار قد تم في شهر أبريل الماضي.
أسعار الوقود الحالية في مصر:
أسعار البنزين والوقود في مصر.. تظل الأسعار التالية سارية في جميع محطات الوقود والمنافذ الرسمية:
سعر لتر البنزين 95 أوكتان: 19 جنيهًا.
سعر لتر البنزين 92 أوكتان: 17.25 جنيهًا.
سعر لتر البنزين 80 أوكتان: 15.75 جنيهًا.
أسعار السولار والغاز الطبيعي:
إلى جانب البنزين، تستقر أسعار المحروقات الأخرى كالتالي:
سعر لتر السولار: 15.5 جنيهًا.
سعر غاز تموين السيارات: 7 جنيهات للمتر المكعب.
سعر طن المازوت المورد لباقي الصناعات: 10500 جنيه.
تؤكد الجهات المختصة متابعة مدى التزام المحطات بهذه الأسعار المحددة وفقًا للقرارات الحكومية.
موعد اجتماع لجنة التسعير التلقائي المقبل
أسعار البنزين والوقود في مصر.. تعقد لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية اجتماعاتها بشكل دوري كل 3 أشهر، وتحديدًا خلال الأسبوع الأول من أشهر يناير، أبريل، يوليو، وأكتوبر من كل عام. يهدف هذا الاجتماع إلى مراجعة أوضاع سوق الوقود محليًا ودوليًا، وتحديد الأسعار بناءً على معادلة سعرية تأخذ في الاعتبار عدة عوامل مؤثرة.
أسعار البنزين والوقود في مصر.. وفي تصريحات سابقة، كان المستشار محمد الحمصاني، المتحدث الرسمي باسم مجلس الوزراء، قد أكد أن الحكومة ملتزمة بعدم رفع أسعار الوقود والمحروقات حتى أكتوبر المقبل، وهو ما يتوافق مع قرار تأجيل اجتماع اللجنة الأخير.
عوامل مؤثر على أسعار الوقود عالميا ومحليا
تحديد أسعار الوقود على المستوى العالمي والمحلي هو عملية معقدة تتأثر بعدة عوامل متداخلة، إليك أهمها:
أولًا: العوامل المؤثرة على أسعار النفط الخام عالميًا (المادة الأساسية للوقود):
العرض والطلب: هذا هو المحرك الأساسي.
الطلب: يتأثر بالنمو الاقتصادي العالمي، فكلما زاد النمو، زاد الطلب على الطاقة والنقل والصناعة، وبالتالي على النفط. عوامل مثل التوسع الصناعي، زيادة حركة التجارة والسفر، وتعداد السكان كلها تزيد الطلب.
العرض: يتأثر بقدرة الدول المنتجة على استخراج النفط وتصديره. تذبذب الإنتاج بسبب:
قرارات منظمة "أوبك" وحلفائها (أوبك+): تحدد هذه الدول حصص الإنتاج لأعضائها، وأي تغيير فيها يؤثر مباشرة على العرض العالمي.
الاستثمارات في قطاع النفط والغاز: الاستثمار في التنقيب والإنتاج وتطوير البنية التحتية يؤثر على مستويات العرض المستقبلية.
الطاقة الإنتاجية الاحتياطية: قدرة الدول على زيادة الإنتاج بسرعة في حال وجود نقص.
الاضطرابات الجيوسياسية والأمنية:
أي صراعات مسلحة، توترات سياسية، أو عقوبات اقتصادية في مناطق إنتاج النفط الرئيسية (مثل الشرق الأوسط أو روسيا) يمكن أن تهدد إمدادات النفط وتؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل كبير وسريع. الخوف من نقص الإمدادات يدفع الأسعار للارتفاع.
العوامل الاقتصادية الكلية:
قوة الدولار الأمريكي: بما أن النفط يتم تداوله بالدولار، فإن قوة الدولار تجعل النفط أغلى بالنسبة للدول التي تستخدم عملات أخرى، مما قد يؤثر على الطلب.
أسعار الفائدة: تؤثر على تكاليف التخزين والإنتاج وعلى جاذبية الاستثمار في السلع.
التضخم: ارتفاع التضخم العالمي يمكن أن يدفع أسعار السلع، بما في ذلك النفط، للارتفاع.
المخزونات العالمية:
مستوى المخزونات الاستراتيجية والتجارية للنفط الخام والمنتجات البترولية في الدول المستهلكة والمنتجة. انخفاض المخزونات يشير إلى طلب قوي أو نقص في الإمدادات، مما يرفع الأسعار.
المضاربات في الأسواق المالية:
تؤثر توقعات المستثمرين والمضاربين في أسواق العقود الآجلة للنفط على الأسعار على المدى القصير، حيث يمكن أن تؤدي التكهنات إلى تقلبات سريعة.
الكوارث الطبيعية:
الأعاصير، الزلازل، أو أي كوارث تؤثر على منشآت الإنتاج أو التكرير أو النقل يمكن أن تعطل الإمدادات وترفع الأسعار.
التحول نحو الطاقة المتجددة:
على المدى الطويل، يؤثر التحول العالمي نحو مصادر الطاقة النظيفة وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري على الطلب المستقبلي على النفط، مما قد يؤثر على الأسعار.
ثانيًا: العوامل المؤثرة على أسعار الوقود محليًا (في مصر على سبيل المثال):
بالإضافة إلى العوامل العالمية، تتأثر الأسعار المحلية بعوامل خاصة بالدولة:
أسعار النفط العالمية: كما ذكرنا، مصر تستورد جزءًا كبيرًا من احتياجاتها من النفط الخام والمنتجات البترولية، لذا فإن أي تغير في الأسعار العالمية ينعكس على تكلفة الاستيراد.
سعر صرف العملة المحلية (الجنيه المصري) مقابل الدولار: بما أن النفط يُشترى بالدولار، فإن انخفاض قيمة الجنيه المصري يزيد من تكلفة شراء النفط بالعملة المحلية، حتى لو ظلت الأسعار العالمية ثابتة بالدولار.
تكاليف الإنتاج والتكرير والنقل والتوزيع المحلية: تشمل تكلفة استخراج النفط والغاز محليًا (إن وجد)، وتكلفة تكرير النفط الخام إلى منتجات بترولية مختلفة، بالإضافة إلى تكلفة نقل الوقود إلى محطات التوزيع.
الضرائب والرسوم الحكومية: تفرض الحكومات ضرائب ورسومًا على الوقود لزيادة الإيرادات أو لتوجيه سلوك المستهلكين، وهذا يؤثر بشكل مباشر على السعر النهائي للمستهلك.
آليات التسعير الحكومية (لجنة التسعير التلقائي في مصر):
في مصر، يتم تحديد الأسعار المحلية للوقود بواسطة لجنة التسعير التلقائي للمواد البترولية. تجتمع هذه اللجنة كل ثلاثة أشهر (أو بناءً على الظروف الاستثنائية كما حدث بتأجيل الاجتماع الأخير) لمراجعة الأسعار.
تعتمد اللجنة في معادلة التسعير على:
متوسط أسعار خام برنت العالمية خلال الفترة الماضية.
متوسط سعر صرف الجنيه المصري أمام الدولار.
التكلفة الفعلية للمنتجات البترولية (تشمل تكاليف الشراء، التكرير، النقل، والتوزيع).
القاعدة هي ألا تتجاوز نسبة التغيير في سعر البيع للمستهلك ارتفاعًا أو انخفاضًا عن 10% من سعر البيع الساري، وذلك لتجنب الصدمات الكبيرة للمستهلكين.
تأخذ الحكومة المصرية في اعتبارها البعد الاجتماعي، وتدعم أسعار بعض المنتجات (مثل السولار وبنزين 80 والبوتاجاز) للتخفيف عن كاهل المواطنين، خاصة الفئات الأكثر احتياجًا، وهذا الدعم يشكل عبئًا على الموازنة العامة للدولة.
باختصار، أسعار الوقود هي نتاج تفاعل معقد بين قوى العرض والطلب العالمية، الأحداث الجيوسياسية، العوامل الاقتصادية الكلية، بالإضافة إلى السياسات الحكومية المحلية والتكاليف التشغيلية داخل كل دولة.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
