فريد شوقي.. "وحش الشاشة" الذي غيّر وجه السينما المصرية وترك إرثًا لا يُنسى

في مثل هذا اليوم وُلد أحد أعمدة الفن المصري والعربي، الفنان القدير فريد شوقي، الذي لم يكن مجرد ممثل بل كان ظاهرة فنية متكاملة أثرت في وجدان الجمهور وغيّرت ملامح السينما الاجتماعية في مصر. 

تميز بقدرات تمثيلية استثنائية وشخصية كاريزمية جعلته يتربع على عرش الشاشة الفضية لعقود طويلة، مُستحقًا عن جدارة ألقاب مثل "وحش الشاشة" و"ملك الترسو"، وفي هذا التقرير نستعرض أبرز محطات حياته ومسيرته الفنية التي تجاوزت النصف قرن.

الميلاد والنشأة

وُلد فريد شوقي في 30 يوليو عام 1920 بحي السيدة زينب بالقاهرة، ونشأ في بيئة شعبية أثّرت كثيرًا على اختياراته الفنية لاحقًا. درس في مدرسة الناصرية ثم التحق بمعهد الهندسة التطبيقية، إلا أن شغفه بالفن دفعه إلى تغيير مساره، فالتحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية، وتخرّج ضمن أول دفعة في عام 1947.

بداية فنية متواضعة ولكن واعدة

بدأ فريد شوقي مشواره الفني على خشبة المسرح، وانضم إلى فرقة يوسف وهبي، ثم اتجه إلى السينما من خلال أدوار صغيرة في أفلام مثل "ملاك الرحمة" عام 1946 و"ملائكة في جهنم" عام 1947، إلى أن بدأت موهبته في البروز تدريجيًا من خلال أدوار الشر والفتوة.

التحول إلى نجم شعبي وصوت للقضايا الاجتماعية

مع بداية خمسينيات القرن العشرين، بدأ فريد شوقي في إعادة تشكيل صورته الفنية، فابتعد عن أدوار الشر ليتحول إلى بطل شعبي يناقش قضايا الناس، خاصة الفقراء والمهمشين.
 

كان فيلمه الشهير "جعلوني مجرمًا" (1954) نقطة تحول، حيث ساهم في تعديل قانون يُعطي المذنبين فرصة ثانية، وهو ما يعكس التأثير المجتمعي الحقيقي لفنه.

مسيرة فنية استثنائية ومثمرة

امتدت مسيرة فريد شوقي لنحو خمسين عامًا، قدّم خلالها أكثر من 400 عمل فني، بين أفلام سينمائية ومسرحيات ومسلسلات تلفزيونية، بالإضافة إلى كتابته لعدد كبير من السيناريوهات وإنتاجه لعشرات الأفلام. من أبرز أعماله: الفتوة، رصيف نمرة 5، عنتر بن شداد، الأسطى حسن، كلمة شرف، شاويش نص الليل

ألقاب وجوائز تقدير

حصل فريد شوقي على أكثر من 90 جائزة وتكريم، منها وسام الفنون من الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، كما ساعدت أعماله في تغيير قوانين حقيقية في المجتمع، مثل قانون إعادة التأهيل للمجرمين، وتعديل بعض قوانين السجون المصرية بعد عرض فيلم "كلمة شرف".

الحياة الشخصية والرحيل

عرف عن فريد شوقي ولعه بالحياة الأسرية، حيث تزوج خمس مرات، من بينهن الفنانة هدى سلطان التي أنجب منها ابنتين. عُرف بلقب "أبو البنات" نظرًا لكثرة بناته.

توفي فريد شوقي في 27 يوليو 1998 عن عمر ناهز 77 عامًا، بعد صراع مع المرض، وشيعت جنازته في موكب مهيب خرج من مسجد عمر مكرم وسط حضور جماهيري وفني كبير.