أخبار عاجلة

محطة أكويو النووية تواجه 3 مخاطر تهدد حلم تركيا

محطة أكويو النووية تواجه 3 مخاطر تهدد حلم تركيا
محطة أكويو النووية تواجه 3 مخاطر تهدد حلم تركيا

تعدّ محطة أكويو النووية حلمًا تتبنّاه تركيا منذ سنوات، وتسعى لمواصلته لضمان أمن الطاقة وتقليص الاعتماد على الواردات.

وتمضي أنقرة قدمًا في مواصلة خطة التطوير، رغم التباطؤ النسبي والعراقيل التي تواجه المشروع الرئيس بالنسبة لإستراتيجية الطاقة المحلية.

وتملك المحطة -الأولى من نوعها في تركيا- إطارًا زمنيًا واضحًا ومعلنًا لعملية التطوير، يؤدي في نهاية المطاف إلى تحقيق 5 منافع على المديين القصير والطويل.

ورغم هذه المنافع، فإن مقال رأي -تابعته منصة الطاقة المتخصصة (الصادرة من واشنطن)- تطرَّق إلى ضرورة اتخاذ 5 إجراءات، تضمن عدم انزلاق المشروع تحت ضغط التحديات والتعرض للانهيار.

وفي الوقت ذاته، تضمن هذه الإجراءات إمكان توسُّع تركيا في النشاط النووي، وتبنّي تطوير مشروعات أخرى قوية مماثلة لمحطة أكويو.

محطة أكويو النووية في تركيا

تستقر محطة أكويو النووية في تركيا (جنوب البلاد)، حاملةً معها حلم استقلال الطاقة المستقبلي، إذ تعدّ عنصرًا رئيسًا في إستراتيجية تقليص الاعتماد على الواردات.

وتُطوَّر المحطة على 4 مراحل، وتُشَغَّل تدريجيًا وفق خطة زمنية معلنة تنطلق من العام الجاري 2025، إذا سارت الأمور وفق ما تأمله أنقرة.

وتعتمد أول محطة طاقة نووية في تركيا على 4 مفاعلات من طراز "في في إي آر – 1200" للوصول إلى حالة التشغيل الكامل، تنتمي إلى فئة المفاعلات العاملة بالماء المضغوط.

وينطلق تشغيل أولى الوحدات بحلول نهاية العام الجاري، وتلحق بها الوحدات الـ3 الأخرى تدريجيًا حتى عام 2028، وفق تفاصيل تطرَّق إليها مقال منشور بموقع أوراسيا ريفيو.

أعمال البناء في محطة أكويو النووية
أعمال البناء في محطة أكويو - الصورة من صحيفة ديلي صباح

خطة التشغيل

تبدأ اختبارات الوحدة الأولى للمحطة في ديسمبر/كانون الأول المقبل تمهيدًا للتشغيل، ويجري العمل حاليًا على تجميع مكونات الوحدة الثانية لبدء الاختبارات نهاية عام 2026، ويشهد عام 2027 تركيب هيكل مفاعل المرحلة الثالثة، في حين تطوّر أساسات المرحلة الثالثة بحلول 2028.

ويتولى تطوير محطة أكويو النووية التركية -التي يُتوقع لها عمر تشغيلي يصل إلى 60 عامًا- شركة روساتوم الروسية، حسب نموذج متعارَف عليه دوليًا باسم "اتفاق البناء والتملك والتشغيل".

وبموجب هذا الاتفاق تمتلك روساتوم نسبة 100% من الاستثمار، ومقابل ذلك تشتري تركيا 50% من كهرباء محطة أكويو النووية بسعر 12.35 سنتًا لكل كيلوواط/ساعة، لمدة 15 عامًا.

وخلال مدة تتراوح بين 18 و22 عامًا، تستردّ الشركة الروسية تدريجيًا تكلفة الاستثمار البالغة 30 مليار دولار أميركي، لتنخفض بعدها تكلفة شراء أنقرة للكهرباء.

3 مخاطر تهدد المشروع

على الرغم من أهمية محطة أكويو النووية لتركيا، فإن المشروع يواجه حاليًا 3 مخاطر رئيسة:

1) الصراعات الجيوسياسية

تتأثر مشروعات وخطط الطاقة عمومًا بالصراعات الجيوسياسية، وينطبق الأمر أيضًا على محطة أكويو.

ويمكن تفسير ذلك بالنظر إلى أن شركة روساتوم الروسية قد تخضع في أيّ مرحلة مستقبلية للعقوبات الغربية، امتدادًا لملاحقة قطاعي النفط والغاز في موسكو بحزم القيود، في أعقاب اندلاع الحرب الأوكرانية.

وحذّرت دول أوروبية من مخاطر الاعتماد المفرط على روسيا في قطاع الطاقة، واتخذت بعض الدول إجراءات نحو الاستقلال النووي، مثلما أغلقت ألمانيا آخر 3 محطات لديها قبل عامين.

وفي حالة محطة أكويو، يعدّ اعتماد تركيا على تقنيات واستثمارات شركة روسية مصدر خطر، خاصة حال تفاقُم الصراعات الجيوسياسية.

ومن جانب آخر، من شأن الموقع الجغرافي للمحطة أن يعرّضها لمخاطر أمنية، بالنظر إلى أنها تقع شرق البحر المتوسط قرب سوريا.

ويوضح الإنفوغرافيك التالي -من إعداد منصة الطاقة- أبرز معلومات المحطة التركية:

أبرز المعلومات عن محطة أكويو للطاقة النووية في تركيا

2) تقلبات تغير المناخ

قد يتأثر نظام التبريد في المحطة النووية التركية بتداعيات تغير المناخ، لاعتماده على مياه البحر المتوسط، حيث تعزز درجات الحرارة المرتفعة من مخاوف الأداء والسلامة.

وتطرَّق المقال إلى أن الزيادات المستمرة في متوسط درجات حرارة البحر المتوسط تثير الشكوك حول الكفاءة التشغيلية للمحطة.

3) عوامل محلية

حذّرت هيئات محلية في تركيا (منظمات مجتمع مدني، ونقابات) من امتلاك شركة روساتوم الروسية الكامل لمحطة أكويو النووية التركية، وأرجعوا ذلك إلى مخاوف سيطرة أطراف أجنبية على البنية التحتية الحيوية والرئيسة للبلاد.

وبالإضافة لذلك، رصد المقال نموًا في خلافات بين عمّال الشركة الروسية وأقرانهم الأتراك في موقع العمل، ما يهدّد استدامة التشغيل.

إجراءات حماية

تحتاج محطة أكويو إلى إجراءات تركية مهمة، حتى يحافظ الحلم النووي على قوة قطاع الطاقة، وطموحات الاستقلال.

ويبدو أن المشروع يمثّل "بارقة أمل" لفتح المجال أمام الاستثمارات النووية، إذ تبحث تركيا مشروع محطة ثانية في "إغنيدا"، وتواصل الهيئات الحكومية المشاورات مع شركات صينية وروسية ومن كوريا الجنوبية أيضًا.

وواجه المشروع رفضًا بيئيًا قبل أن يخرج للنور، بدعوى أن المنطقة تخضع لتصنيف اليونسكو للمحميات.

أكويو أول محطة طاقة نووية في تركيا
تصميم أولي محطة طاقة نووية في تركيا- الصورة من الموقع الرسمي لأكويو

ووصف المقال محطة أكويو النووية بأنها "استثمار عالي المخاطر"، لكنّه "مرتفع العوائد" في الوقت ذاته، ما يتطلب اتخاذ 5 إجراءات تشمل:

  • تعزيز الرقابة التنظيمية المستقلة، للتغلب على مخاوف السيادة الروسية.
  • تنويع الشراكات خلال تطوير المشروعات النووية المستقبلية.
  • إعادة النظر في اتفاق شراء الكهرباء مع روساتوم، خاصةً أن التكلفة ترتفع على أسعار الجملة الحالية.
  • زيادة مشاركة القوى العاملة المحلية.
  • الالتزام بإدارة المخلّفات واعتبارات السلامة، حسب المعايير المحددة دوليًا.

وذكر المقال أن إمكانات المحطة تضمن الاستقلال الطاقي لتركيا، إذ تُمثّل تنويع لمصادر الإمدادات مع مراعاة خفض الانبعاثات الكربونية في الوقت ذاته.

وأورد أن المحطة تراعي: (توليد كهرباء بقدرة عالية، وتشغيل بانبعاثات صفرية، وخفض لفاتورة استيراد النفط والغاز، واستفادة العمالة المحلية من التقنيات النووية المتطورة)، ما يصبّ بنهاية المطاف في صالح استقلال وتعزيز أمن الطاقة.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر..

إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق حريق يلتهم شقة سكنية بالعمرانية الشرقية| صور
التالى الصحة: اتفاقية استراتيجية لتطوير رعاية مرضى التصلب المتعدد في مصر