في مشهد جنائزي مهيب اختلطت فيه الدموع بالدعوات، شيّع المئات من أبناء بورسعيد، اليوم، جثمان المهندس محمود الشحات، أحد شباب منطقة الاستثمار، الذي وافته المنية داخل مقر عمله إثر تعرضه لتوقف مفاجئ بعضلة القلب أثناء تأدية مهامه اليومية.
"بورسعيد" تودّع شهيد لقمة العيش
رحل محمود، الشاب الثلاثيني المتزوج وأب لثلاثة أطفال، دون سابق إنذار، تاركًا وراءه حزنًا عميقًا اجتاح كل من عرفوه أو تعاملوا معه، داخل المصنع وخارجه. مشهد جنازته كشف عن حجم المحبة التي نالها خلال حياته، بعدما اكتظ المسجد وساحة الصلاة بالمئات من الأهالي وزملاء العمل الذين لم يتمالكوا أنفسهم من الانهيار لحظة وداعه.
وبحسب روايات زملائه، لم يكن يعاني من أي أمراض مزمنة، وكان في كامل نشاطه المعتاد، قبل أن ينشب خلاف بسيط بينه وبين أحد العاملين، تسبب في انفعاله بشكل مفاجئ، ليسقط بعدها مغشيًا عليه داخل المصنع. جرى نقله فورًا إلى مستشفى السلام، وتم وضعه على أجهزة الإنعاش لعدة أيام، لكنه ظل يصارع الموت حتى فاضت روحه صباح اليوم.
الوجع لم يتوقف عند حدود أسرته الصغيرة، بل امتد إلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي التي غصّت ببرقيات التعازي وكلمات الرثاء، مؤكدين أنه كان "نِعم الأخ والصديق" و"أطيب من مر في حياتنا". وكتب أحد أصدقائه: "مفيش حد ماكانش بيحبه.. محمود كان بيحب الكل.. وبيساعد الكل".
وطالب أهالي المنطقة وزملاؤه بفتح تحقيق رسمي للوقوف على ملابسات ما حدث، مؤكدين أن وفاة محمود لم تكن مجرد "واقعة صحية"، بل مأساة إنسانية تحتاج لمراجعة ظروف العمل والانفعالات داخل بيئات المصانع.
وبات لقب "شهيد العمل" هو الوصف الذي أجمع عليه الجميع لتوديع المهندس الراحل، الذي مات واقفًا، في مكان عمله، يؤدي رسالته في الحياة بشرف ومسؤولية.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.