أخبار عاجلة

جدل حول انخفاض تكلفة الطاقة المتجددة.. لماذا تطالب الحكومات بدعم مصادر رخيصة؟

جدل حول انخفاض تكلفة الطاقة المتجددة.. لماذا تطالب الحكومات بدعم مصادر رخيصة؟
جدل حول انخفاض تكلفة الطاقة المتجددة.. لماذا تطالب الحكومات بدعم مصادر رخيصة؟

اقرأ في هذا المقال

  • استثمارات الطاقة النظيفة تخطَّت تريليوني دولار 2024، متجاوزة الوقود الأحفوري
  • وكالة آيرينا تزعم أن تكلفة الطاقة المتجددة أصبحت أرخص من الوقود الأحفوري
  • الأمين العام للأمم المتحدة يتفاخر بأن الطاقة المتجددة صارت واقعًا لا مفرّ منه
  • ثمة تناقض بين ادّعاءات انخفاض التكلفة والمطالبة بتوسُّع الدور الحكومي
  • معيار التكلفة المستوية للكهرباء غير دقيق في حساب تكاليف الطاقة المتجددة

احتدم الجدل حول تكلفة الطاقة المتجددة، بعدما كشف تقرير حديث للوكالة الدولية للطاقة المتجددة (آيرينا) بأنها باتت أرخص مقارنة بأنواع الوقود الأحفوري التقليدية في معظم الأسواق العالمية.

وبحسب بيانات آيرينا، انخفض إجمالي التكلفة المركبة لمصادر الطاقة المتجددة خلال العام الماضي بنسبة تتجاوز 10% على أساس سنوي، في امتداد لمنحنى بدأ منذ أكثر من عقد ونصف.

ورغم أن البيانات تشكّل انتصارًا رمزيًا لمعسكر التحول الأخضر، فإن الدعم الحكومي المستمر لهذا القطاع يثير علامات استفهام متزايدة.

وطرح مقال تحليلي نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، واطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، تساؤلًا مفاده: إذا كانت مصادر الطاقة المتجددة أرخص من الوقود الأحفوري كما تزعم آيرينا، فلماذا تصرّ الحكومات على ضخ مليارات الدولارات لدعمها سنويًا.

وسلّط المقال الضوء على التحليل المتعمق لتكلفة الطاقة المتجددة، وسط تجاهل تكاليف التخزين والاحتياطيات المطلوبة لتعويض الطبيعة المتقطعة للتوليد الكهرباء من الطاقة الشمسية والرياح.

تكلفة الطاقة المتجددة تتفوق على الوقود الأحفوري

أظهر تقرير آيرينا أن 91% من قدرة مشروعات الطاقة المتجددة على نطاق المرافق التي دخلت حيز التشغيل خلال عام 2024 كانت أرخص من مثيلاتها المعتمدة على الوقود الأحفوري.

وأفاد التقرير -أيضًا- أن الطاقة الشمسية أصبحت -حاليًا- أرخص بـ41% من الوقود الأحفوري، في حين إن طاقة الرياح البحرية أرخص بنسبة 53%، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

وفي هذا السياق، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الاستثمارات في الطاقة النظيفة تجاوزت تريليوني دولار خلال العام الماضي، أي أكثر بـ800 مليار دولار من الاستثمارات في الوقود الأحفوري، وبمعدل نمو يتجاوز 70% خلال العقد الأخير.

كما صرّح غوتيريش بأن الحكومات والصناعات وجماعات الضغط أصبحت غير قادرة على إيقاف انتشار الطاقة المتجددة مع انخفاض تكاليفها بصورة مستمرة.

في الوقت ذاته، شدد الأمين العام على أهمية دور الحكومات في توجيه هذه المرحلة، مطالبًا بإعداد "خطط مناخية وطنية جديدة" تهدف إلى تلبية كل الطلب الجديد على الكهرباء من مصادر الطاقة المتجددة.

ومن هذا المنطلق، انتقد كاتب المقال جيمس فريمان خطاب غوتيريش، مسلّطًا الضوء على التناقض الكامن في خطابه بين تأكيد تفوق الطاقة المتجددة في السوق من جهة، ومطالبته بتوسيع دور الدولة في توجيه هذا التحول.

وتساءل فريمان: "إذا كانت مصادر الطاقة المتجددة تتمتع بأفضليات واضحة تجعلها الخيار الأول للسوق، فلماذا تحتاج الحكومات إلى التدخل المركزي ووضع الخطط لدفعها للإمام؟".

ولماذا يُصرّ غوتيريش -الذي نشأ سياسيًا في إطار الأممية الاشتراكية: منظمة سياسية دولية تضم في عضويتها مجموعة من الأحزاب السياسية ذات التوجه الديمقراطي الاجتماعي أو الاشتراكي أو العمالي- على أن يكون للدولة الدور الأساس في قيادة "انتقال عادل" للطاقة يضمن تحقيق العدالة والكرامة والفرص للجميع.

محطات الطاقة الشمسية تسهم في خفص تكلفة الطاقة المتجددة
ألواح شمسية - الصورة من سوليوس إنرجي

تساؤلات حول انخفاض تكلفة الطاقة المتجددة

تلقفت وكالات أنباء كبرى مثل "أسوشيتد برس" و"رويترز" تقرير آيرينا حول انخفاض تكلفة الطاقة المتجددة، و تصريحات الأمين العام للأمم المتحدة التي تؤكد أن الطاقة النظيفة أصبحت حقيقة لا يمكن إيقافها، دون تحقُّق من صحة بياناتها وافتراضاتها الأساسية.

ووفقًا للتقارير، فإن أرخص 3 مصادر للكهرباء على مستوى العالم في عام 2024 كانت: طاقة الرياح البرية، والطاقة الشمسية، والطاقة الكهرومائية الجديدة، وذلك استنادًا إلى مقياس تكلفة الكهرباء المستوية (LCOE) -وهو مؤشر يُستعمَل لحساب متوسط التكلفة لإنتاج الكهرباء على مدار عمر المشروع.

وكما يوضح كاتب المقال، فإن هذه الأرقام تفتح الباب أمام تساؤل آخر، إذا كانت الطاقة المتجددة بهذه الكفاءة، فلماذا ما تزال دول العالم تعتمد على النفط والفحم والغاز؟.

كما أشار الكاتب إلى جانب آخر نادرًا ما يُذكَر حول طريقة احتساب التكاليف، إذ تستند معظم هذه النتائج إلى التكلفة المستوية للكهرباء، لكن هذا المقياس يتجاهل أحد أهم التحديات الهيكلية أن الشمس لا تشرق طوال الوقت، والرياح لا تهبّ على مدار الساعة.

وانتقد تقرير صادر عن المركز الوطني لتحليلات الطاقة -مؤخرًا- اعتماد الحكومة الأميركية على إحصاءات "التكلفة المستوية"، وهي المنهجية نفسها التي تستند إليها تقارير الأمم المتحدة ووكالة آيرينا.

وحسب تحليل كاتب التقرير جوناثان ليسر، ليس كل ميغاواط من الكهرباء متماثل في القيمة، إذ لا يمكن مقارنة ميغاواط من الرياح أو الشمس التي تتّسم بالطبيعة المتقطعة، بميغاواط من الطاقة التقليدية التي يمكن جدولتها للعمل عند الحاجة.

ويضيف ليسر بأن محطات الكهرباء التقليدية العاملة بالفحم والغاز والطاقة النووية والكهرومائية تتميز بالقدرة على التشغيل المستمر أو التكيف الفوري مع تغيرات الطلب، وبأقل تكلفة.

في المقابل، تتطلب مصادر الطاقة المتجددة احتياطات إضافية -سواء على شكل سعات تخزين أو بدائل جاهزة- لتعويض غياب الشمس أو توقُّف الرياح اليومي أو الموسمي.

الطاقة الشمسية وطاقة الرياح تسهمان في خفض تكلفة الطاقة المتجددة
محطة للطاقة الشمسية وطاقة الرياح - الصورة من يوربيان إنرجي

جدل حول معايير حساب التكلفة

واصل الخبير الأميركي جوناثان ليسر تفنيد سردية الطاقة الشمسية وطاقة الرياح المدعومة بالتخزين، التي يروَّج لها بأنها الحل الأرخص والأكثر استدامة.

وأبرز ليسر خللين أساسيين في الدراسات التي تزعم قدرة دمج الطاقة المتجددة مع البطاريات على تلبية معظم احتياجات الكهرباء.

أولهما، بحسب رأيه، هو أن تلك الدراسات تركّز على متوسط الطلب على الكهرباء، وتتجاهل تلبية ذروة الطلب في أكثر الأوقات المتطرفة مناخيًا، مثل أيام الصيف الحارقة والشتاء القارس.

فعلى سبيل المثال: بلغ متوسط الطلب في ولاية نيويورك خلال عام 2024 نحو 17 غيغاواط، لكن ذروة الصيف تخطّت حاجز الـ31 غيغاواط، أي ما يقرب من ضعف المتوسط، وفق ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.

أمّا الخلل الثاني، فيتمثل في وجود حقيقة مناخية ثابتة تهملها التقديرات السطحية، وهي أن هناك أيامًا وأسابيع قد تغيب فيها مصادر الطاقة المتجددة تمامًا، ما يستوجب قدرات تخزين هائلة.

الخلاصة:

رغم ما تروّج له الأمم المتحدة عن تفوّق الطاقة المتجددة على الوقود الأحفوري من حيث التكلفة، ثمة شكوك في هذه الادّعاءات، لا سيما أن أرقام "التكلفة المستوية للكهرباء" تُخفي تحديات جوهرية، كما أن ادّعاء انخفاض التكلفة يتناقض مع مطالبة أنصارها بتوسُّع الدعم الحكومي.

موضوعات متعلقة..

اقرأ أيضًا..

المصادر

  1. نقد مغالطات تكلفة الطاقة المتجددة، من وول ستريت جورنال
  2. انخفاض تكلفة الطاقة المتجددة، من آيرينا
إشترك في النشرة البريدية ليصلك أهم أخبار الطاقة.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بيان الصحة يخص واقعة وفاة الفتاة نورزاد بمستشفى النزهة الدولي
التالى زيادة أسعار جميع خدمات أوبر بمصر للمرة الثانية فى 3 شهور