أعلنت رئاسة المجلس الأعلى للدولة في ليبيا فوز محمد تكالة برئاسة المجلس، خلال جلسة انتخابية عُقدت في طرابلس بمشاركة 95 عضواً من أصل 135، وسط انقسام حاد حول شرعية الجلسة والنصاب القانوني اللازم لانعقادها.
وتنافس على المنصب 5 مرشحين، وأسفرت نتائج التصويت عن حصول تكالة على 59 صوتاً، متقدماً بفارق كبير على أقرب منافسيه عبد الله جوان (14 صوتاً)، فيما نال كل من علي السويح وناجي مختار وسليمان الزوبي أصواتاً متفرقة.
وأكدت رئاسة المجلس أن الجلسة عقدت وفقاً للوائح الداخلية وبناءً على دعوة رسمية، معتبرة أن نتائجها تعكس إرادة الأعضاء والتزامهم بالعملية الديمقراطية داخل المؤسسة. لكن رئيس المجلس السابق خالد المشري رفض الاعتراف بشرعية الجلسة، معتبراً أن النصاب القانوني لم يُستوفَ، إذ يتطلب النظام الداخلي حضور 120 عضواً على الأقل. ووصف المشري ما جرى بأنه "انقلاب على النظام الداخلي للمجلس"، واعتبر نتائج التصويت باطلة.
في المقابل، بارك رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبد الحميد الدبيبة انتخاب محمد تكالة، ووصف الجلسة بأنها "توافقية"، مشيداً بما رآه التزاماً بوحدة المجلس وإرادته السياسية.
وقال الدبيبة في بيان رسمي: "أبارك للسيد محمد تكالة نيله ثقة أعضاء المجلس الأعلى للدولة واختياره رئيساً خلال الجلسة التوافقية، وندعو إلى مزيد من التفاهم والتكامل بين المؤسسات لتحقيق تطلعات الشعب الليبي نحو الاستقرار والانتخابات وإنهاء المراحل الانتقالية."
لكن هذا الموقف لم يخفف من حدة التوتر، حيث أصدر عدد من الأعضاء المقاطعين للجلسة، بقيادة المشري، بياناً رسمياً رفضوا فيه مخرجات الجلسة بشكل قاطع، معتبرين أنها "تفتقر لأي أساس دستوري أو قانوني ولا تحظى بالشرعية أو التوافق الحقيقي داخل المجلس".
وحذر البيان من "تدخلات خارجية" تؤثر على إرادة المجلس، مؤكداً أن أي عملية انتخابية يجب أن تتم وفق النظام الداخلي وبشفافية تامة، مع الالتزام بمبدأ التداول السلمي الكامل للسلطة.
ويأتي هذا التطور في ظل استمرار الانقسام داخل المجلس، منذ إلغاء نتائج انتخابات أغسطس 2024 التي فاز بها المشري بفارق صوت واحد، قبل أن تُبطلها المحكمة بعد طعن قدمه تكالة، مما عمّق حالة الازدواجية في القيادة السياسية.
وتتزايد الدعوات الدولية والمحلية لإنهاء الخلافات وتوحيد المؤسسات، تمهيداً لإجراء الانتخابات المنتظرة التي يراها الليبيون بوابة للاستقرار السياسي بعد سنوات من الجمود والانقسام.
للمزيد تابع خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك