تمر اليوم ذكرى وفاة واحد من أعظم رموز السينما المصرية والعربية، الفنان الأسطوري رشدي أباظة، الذي غادر عالمنا في 27 يوليو عام 1980، بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لأكثر من ثلاثة عقود، لم يكن مجرد ممثل وسيم، بل كان حالة فنية متفردة جمعت بين الجاذبية، والموهبة، والكاريزما التي قلّما اجتمعت في فنان واحد.
في هذه السطور، نستعرض أبرز المحطات التي صنعت أسطورته، وملامح من حياته الشخصية التي أثارت اهتمام الجمهور آنذاك وحتى اليوم.
البدايات من موظف إلى نجم سينمائي
وُلد رشدي أباظة في مدينة الزقازيق عام 1926، لعائلة من أصول أباظية، ووالدة إيطالية الجنسية، تلقى تعليمه في مدرسة "سان مارك" بالإسكندرية، لكنه لم يُكمل دراسته الجامعية.
قبل دخوله عالم الفن، عمل موظفًا في شركة لتصدير القطن والحبوب، كانت الصدفة وحدها السبب في اكتشافه، حين رآه المخرج كمال بركات وهو يلعب البلياردو في الإسكندرية، فرشّحه على الفور لدور في فيلم المليونيرة الصغيرة عام 1948.
انطلاقته الحقيقية.. "امرأة في الطريق"
رغم ظهوره المبكر، فإن الانطلاقة الحقيقية لأباظة جاءت في نهاية الخمسينيات، وتحديدًا من خلال فيلم امرأة في الطريق (1958)، إلى جانب شكري سرحان وهدى سلطان.
في هذا العمل قدّم شخصية مركبة أظهرت طاقته التمثيلية الكبيرة، لينتقل بعدها من الأدوار الثانوية إلى الصف الأول.
مسيرة فنية حافلة تخطت الـ100 فيلم
قدم رشدي أباظة ما يزيد عن 150 عملًا فنيًا تنوعت بين الدراما، والرومانسية، والأكشن، وحتى الكوميديا.
من أشهر أفلامه: الزوجة 13، في بيتنا رجل، لا وقت للحب، الرجل الثاني، غروب وشروق، صراع في النيل، أريد حلًا، جميلة، ملاك وشيطان، حكايتي مع الزمان، صغيرة على الحب.
امتاز بأسلوب تمثيلي طبيعي بعيد عن المبالغة، واعتمد على الحضور القوي والانفعالات الصادقة، ما جعله محبوبًا لدى الجمهور والنقاد على حد سواء.
علاقات عاطفية وزيجات أثارت الجدل
كان رشدي أباظة محط أنظار النساء داخل الوسط الفني وخارجه، وتعددت زيجاته، أبرزها: تحية كاريوكا: أولى زوجاته واستمر زواجهما ثلاث سنوات.
باربرا الأمريكية: أنجب منها ابنته الوحيدة "قسمت"، واستمر الزواج قرابة أربع سنوات.
سامية جمال: الزواج الأطول والأشهر، دام قرابة 18 عامًا.
صباح: زواج قصير استمر أيامًا معدودة ووصف بأنه "مزحة".
نبيلة أباظة: ابنة عمه، وكانت زوجته الأخيرة التي رافقته في أيامه الأخيرة.
آخر لحظاته.. عشق الفن حتى النهاية
قبل رحيله بيومين فقط، استعاد رشدي وعيه بعد غيبوبة دامت عدة أيام بسبب السرطان، وطلب رؤية ابنته قسمت وحفيده أدهم وشقيقته منيرة.
طلب منهم الاطمئنان على مستقبله الفني وأبدى اهتمامه بقراءة سيناريوهات جديدة، رغم علمه بقرب النهاية. كانت هذه اللحظات دليلًا على مدى حبه للفن وتمسكه به حتى الرمق الأخير.