تشهد مصر ذروة موجة حر تاريخية اليوم وغدًا (26 و27 يوليو 2025) وفقًا للهيئة العامة للأرصاد، حيث تسجل القاهرة 41 درجة مئوية في الظل، لكن الإحساس الحراري يصل إلى 43 درجة بسبب الرطوبة العالية التي تبلغ 80-85%، بينما تلامس درجات الحرارة المحسوسة في جنوب الصعيد 46 درجة مئوية.
وتعود أسباب هذه الموجة الاستثنائية إلى امتداد منخفض الهند الموسمي العميق فوق البلاد بالتزامن مع مرتفع جوي في طبقات الجو العليا، مما أدى إلى احتباس حرارة الشمس داخل الغلاف الجوي وارتداد الأشعة نحو الأرض مرة أخرى، كما تدفع الكتل الهوائية القادمة من البحر المتوسط بنسب رطوبة تصل إلى 100% في السواحل الشمالية و95% في المناطق الساحلية، مما يضاعف الإحساس بالحرارة 2-4 درجات فوق المعدلات المقاسة فعليًا، مع غياب شبه كامل للرياح المحسوسة التي من شأنها تخفيف وطأة الحر .
موعد انكسار درجات الحرارة
من المتوقع أن تستمر هذه الموجة الحارة حتى يوم الثلاثاء 29 يوليو، على أن تبدأ في الانكسار تدريجيًا اعتبارًا من صباح الأربعاء 30 يوليو، حيث تنخفض درجات الحرارة العظمى في القاهرة بمقدار 2-4 درجات لتستقر حول 36-37 درجة مئوية، مع بقاء نسب الرطوبة مرتفعة خاصة خلال النهار، مما يعني أن الإحساس بالحر سيظل ملحوظًا رغم بدء التحسن الطفيف. وتشير توقعات هيئة الأرصاد إلى أن الأجواء ستبقى أعلى من المعدلات الطبيعية لهذا الوقت من العام حتى بعد انحسار الذروة، مع استمرار تحذيراتها من الشبورة المائية الكثيفة صباحًا على الطرق الزراعية والسريعة القريبة من المسطحات المائية، والتي تظهر بين الرابعة والثامنة صباحًا .
الأرصاد تحذر من الإجهاد الحراري
تتجاوز تأثيرات هذه الموجة الإحساس بعدم الراحة إلى مخاطر صحية حقيقية، حيث حذرت هيئة الأرصاد من خطر الإجهاد الحراري وضربات الشمس خاصة لكبار السن والأطفال وأصحاب الأمراض المزمنة. ويزداد الخطر في المناطق الحضرية المكتظة بسبب ظاهرة "الجزر الحرارية" التي تحبس الحرارة ليلًا، حيث تسجل درجات الليل في القاهرة 28 درجة مع رطوبة عالية وغياب الرياح، مما يخلق شعورًا بالاختناق ويحد من قدرة الجسم على التعافي من حرارة النهار. كما تؤثر الحرارة الشديدة على الثروة الحيوانية بسبب الإجهاد الحراري الذي يقلل إنتاجية الماشية والدواجن، وتواجه المحاصيل الزراعية -خاصة المحاصيل الورقية- خطر الجفاف وزيادة معدلات النتح مما يستدعي تعويضًا مائيًا مضاعفًا يزيد العبء على الموارد المائية. وتربط تقارير غير مباشرة بين ارتفاع درجات الحرارة وزيادة حرائق الغابات والمخلفات الزراعية في بعض المناطق، حيث تجفف الحرارة الشديدة النباتات وتجعلها أكثر قابلية للاشتعال .
نصائح لتفادي المخاطر الصحية
خلال الأيام المتبقية من الذروة (حتى 29 يوليو)، تتوقع هيئة الأرصاد أن تسجل القاهرة والوجه البحري درجات عظمى بين 40-41 درجة مئوية مع إحساس حراري يصل إلى 43 درجة، بينما تصل محافظات الصعيد مثل الأقصر وأسوان إلى 44-45 درجة مئوية في الظل مع إحساس حراري بــ46 درجة، في حين تشهد السواحل الشمالية درجات حرارة تتراوح بين 34-35 درجة لكن مع رطوبة تلامس 100% مما يزيد الإحساس بالضيق الحراري. وتناشد الهيئة المواطنين بعدم التعرض المباشر للشمس بين الساعة 11 صباحًا و4 عصرًا، والإكثار من شرب المياه، وارتداء ملابس قطنية فاتحة، وتجنب المجهود البدني المكثف خلال النهار، مع التأكيد على أن هذه الإجراءات "قد تنقذ أرواحًا" في ظل ظروف هي الأقسى هذا الصيف وفق تصريحات الدكتورة منار غانم من هيئة الأرصاد .
