كشفت وزارة الداخلية عن ملابسات واقعة تحرش وابتزاز إلكتروني تورط فيها أحد سائقي خدمات النقل الذكي، بعد أن تقدمت فتاة ببلاغ رسمي إثر تعرضها لسلسلة من المضايقات والتهديدات عبر هاتفها المحمول عقب انتهاء رحلة عبر أحد التطبيقات الشهيرة. الواقعة أثارت جدلًا واسعًا على منصات التواصل الاجتماعي، بعد تداول فيديو ظهرت فيه الفتاة وهي تروي تجربتها الصادمة مع السائق.
الضحية، وهي طالبة جامعية تقيم بمنطقة التجمع الأول في القاهرة الجديدة، أكدت في بلاغها أنها استخدمت خدمة النقل الذكي للوصول إلى وجهتها، لكن المفاجأة جاءت بعد دقائق من انتهاء الرحلة، حين بدأ السائق في إرسال رسائل عبر تطبيق المراسلات إلى هاتفها، تضمنت محتوى خادشًا ومسيئًا. وتابعت الفتاة أنها تجاهلت الرسائل في البداية، إلا أن السائق سرعان ما صعّد من أسلوبه، ولجأ إلى إرسال تهديدات باستخدام صور مفبركة، مدعيًا حيازته على محتويات قد تسيء لسمعتها، في محاولة لابتزازها.
على الفور، تلقت الأجهزة الأمنية التابعة لمديرية أمن القاهرة البلاغ، وبدأت إجراءات التحري والتتبع الرقمي، التي أسفرت عن تحديد هوية المتهم ومكان تواجده، حيث تبين أنه يقيم بدائرة قسم شرطة الشروق. وبالتنسيق مع الأجهزة المختصة، تم تنفيذ مأمورية استهدفت المتهم، وأسفرت عن ضبطه داخل محل إقامته، إلى جانب العثور على السيارة المستخدمة في الرحلة، والتي تبين لاحقًا أنها منتهية التراخيص.
وخلال التحقيقات، أقر المتهم بارتكاب الواقعة كما وردت في أقوال الضحية، مؤكدًا أنه أرسل الرسائل وتورط في التهديد باستخدام صور لا تمت للحقيقة بصلة، بهدف إجبار الفتاة على الخضوع لابتزازه. وتم التحفظ على السيارة واتخاذ الإجراءات القانونية حياله.
وتأتي هذه الواقعة في إطار التحديات المتزايدة التي تفرضها جرائم التكنولوجيا الحديثة، خصوصًا تلك التي تمس حرمة الحياة الخاصة وتستهدف النساء عبر تطبيقات التواصل والنقل الذكي. وأكدت وزارة الداخلية في بيان رسمي أن الأجهزة المختصة تواصل جهودها بكل حزم لمواجهة كافة صور الجرائم الإلكترونية، خاصةً تلك المتعلقة بالتحرش وانتهاك الخصوصية، لضمان أمن وسلامة المواطنين، وردع كل من تسول له نفسه استغلال الوسائل الرقمية في ارتكاب مثل هذه الانتهاكات.