بينما تتجه أنظار المواطنين في اوغندا إلى صناديق الاقتراع استعدادًا للانتخابات العامة المرتقبة، تبرز ظاهرة مثيرة للجدل في المشهد السياسي، إذ يتجه بعض المرشحين إلى طرق غير تقليدية لضمان الفوز، أبرزها اللجوء إلى المعالجين التقليديين أو من يُعرفون شعبيًا بالمشعوذين.
في بلد تمزج ثقافته بين الحداثة والمعتقدات الشعبية، يبدو أن السحر لم يعد مجرد وسيلة شخصية لجلب الحظ، بل أصبح أداة سياسية مؤثرة تسعى من خلالها بعض الشخصيات لتحقيق الانتصار الانتخابي بأي وسيلة، حتى وإن كانت خارقة للطبيعة.
مرشحون في أوغندا يلجؤون إلى السحر لكسب الأصوات
مع تصاعد سخونة السباق الانتخابي، بدأت تتردد أنباء عن لجوء بعض المرشحين إلى المعالجين التقليديين في محاولة لجذب الحظ وتفادي سوء الطالع.
ويعتقد هؤلاء أن قوى ما وراء الطبيعة قد تكون عاملًا حاسمًا في التفوق على الخصوم، إذ تُستخدم طقوس مثل تقديم القرابين وترديد تعويذات خاصة بهدف التأثير الروحي على سير العملية الانتخابية.
ورغم تجنب استخدام كلمة سحر بشكل مباشر، فإن الإعلانات التي تملأ شوارع العاصمة كمبالا تكشف عن انتشار واسع لهؤلاء المعالجين، الذين يعرضون خدمات تشمل جلب الحظ، وكشف السارقين، وحتى إعادة الأحبة المنفصلين، في ممارسات توصف بأنها تقع على الحد الفاصل بين التصديق الشعبي والممارسات الخارقة.
شعوذة انتخابية أم جزء من الثقافة؟
يقول الباحث في الشؤون الأفريقية، با ممادو، في تصريحات إعلامية، إن المعتقدات الروحية والسحرية متغلغلة في الثقافة الأوغندية، مضيفًا أن العديد من السياسيين يعتمدون على هذه الممارسات ضمن حملاتهم، سواء علنًا أو سرًا.
وأضاف: "البرامج الانتخابية وحدها لا تكفي، فبعض المرشحين يلجؤون إلى ما يصفونه بـ'التحصين الروحي' لضمان التفوق على منافسيهم"، وفقا لتصريحاته.
ورغم أن القوانين الأوغندية تحظر بعض أشكال السحر والشعوذة، إلا أن تطبيق هذه القوانين لا يتم بشكل حازم دائمًا، خاصة في ظل صعوبة إثباتها قانونيًا، ما يتيح مساحة واسعة لهذه الممارسات بالازدهار خلال الحملات الانتخابية.
انتخابات في ظل تحديات متزايدة
تأتي هذه الظواهر في وقت تعيش فيه أوغندا تحديات متزايدة سياسيًا واقتصاديًا.
فالرئيس يويري موسيفيني، الذي يبلغ من العمر 80 عامًا ويحكم البلاد منذ أكثر من أربعة عقود، يثير الجدل بشأن قدرته على الاستمرار، ما يزيد من حالة عدم اليقين لدى الناخبين، ويخلق أجواء مشحونة بالتكهنات حول مستقبل القيادة في البلاد.
من جانبه، يرى الباحث السياسي أن ما يُعرف بالمعالجين التقليديين ليسوا طارئين على الساحة السياسية، بل هم جزء من المشهد الانتخابي، موضحًا أن بعض السياسيين يستغلون المعتقدات الشعبية لكسب التأييد، من خلال إشراك هؤلاء المعالجين في التجمعات والمهرجانات السياسية.
طقوس غامضة ونصائح سحرية في موسم الانتخابات
تتضمن الطقوس التي يلجأ إليها المرشحون المتأثرون بالمشعوذين تناول أعشاب معينة قبل إلقاء خطاباتهم، واتباع وصفات يُقال إنها تجلب النجاح وتزيل الطاقات السلبية.
هذه الممارسات تُنفذ غالبًا بعيدًا عن أعين الإعلام، لكنها تظل عنصرًا حاضرًا في كواليس الانتخابات، وتُظهر جانبًا غامضًا من الديمقراطية الأوغندية.