بإرادة من حديد.."نورا" تتحدى الصعاب وتحصد المركز السادس جمهوريا

من قلب مركز أشمون بمحافظة المنوفية، أضاءت الطالبة نورا بمعهد فتيات أشمون الأزهري سماء التفوق، محققةً إنجازًا استثنائيًا بحصولها على المركز السادس على مستوى الجمهورية في الثانوية الأزهرية شعبة علمي علوم.

“نورا” ليست مجرد تفوق دراسي، بل هي ملحمة إصرار وعزيمة، تحدت فيها الظروف الصحية الصعبة لتثبت أن الإرادة تصنع المعجزات، وتؤكد نورا على أن سر تفوقها الباهر أولاً هو التوكل على الله، ثم الدعم اللامحدود من أسرتها.

حيث قالت "والدتي ووالدي كانوا دايمًا بيشجعوني، وأخواتي كانوا بيحفزوني وبيقولوا لي أنتِ من الأوائل، وأنا كنت أقول لهم بتقولوا إيه دي بعيدة جدًا عني، لكن بابا كان دايمًا واثق ومقتنع"، هكذا روت نورا لسان حال عائلتها التي آمنت بقدراتها حتى قبل أن تراها هي بنفسها. هذا الإيمان الأسري الراسخ شكل حجر الزاوية في مسيرتها نحو التميز.

لحظة إعلان النتيجة كانت لحظة فارقة؛ إذ سرعان ما سجدت نورا شاكرةً لله، حيث كان وعد قطعته على نفسها قبل ظهور النتيجة. تقول: "أول ما عرفت النتيجة، سجدت شكرًا لله، كنت قايلة من قبل النتيجة أول ما أنجح هسجد شكر، وبالفعل سجدت وكل اللي حواليا كانوا بيزغرطوا"، في مشهد يعكس الفرحة الغامرة التي عمت أرجاء المنزل.

تؤكد نورا أن أسرتها لم تمارس عليها أي ضغط يتعلق بالمذاكرة، بل منحتها الثقة الكاملة لتنظيم وقتها والاعتماد على نفسها. ولخصت نورا طريقة دراستها بقولها “كنت مذاكرة ومنظمة وقتي ومتوكلة على ربنا دايمًا”.

وأضافت نورا "أنا وأختي كنا بنتابع صور الأوائل، وفجأة ظهرت صورتي، أختي من الفرحة اتنطت، وأنا معرفتش الترتيب كام، بس فرحت جدًا وسجدت على الأرض"، تصف نورا هذه اللحظة التي اختلطت فيها الدهشة بالفرحة العارمة.

على الرغم من أدائها المتميز في معظم الامتحانات، كشفت نورا أن تحديًا صحيًا واجهها في الأيام الأخيرة، ما أثر على أدائها في آخر مادتين. "كنت تعبانة وعيانة وبعيط علشان مش قادرة أذاكر، وأعتقد إنهم دول اللي نقصت فيهم"، تعبر نورا عن الفترة العصيبة التي مرت بها.

وأوضح والدها أن التربية السليمة والاهتمام بالتعليم منذ الصغر، بالإضافة إلى الدور المحوري لوالدتها، كانا أساس هذا النجاح.

كما ذكرت والدتها أن: "آخر مادتين كانوا أسهل مواد بالنسبة لها، لكن تعبها الصحي خلاهم صعبين عليها كانت بتعلق محاليل وتروح اللجنة وهي مريضة"، لتؤكد حجم المعاناة التي تحملتها نورا.

في ختام حديثها، وجهت نورا رسالة ملهمة لطلاب الثانوية الأزهرية والمقبلين عليها: "استغلوا وقتكم في المذاكرة، وربنا هيكرم كل مجتهد". رسالة بسيطة لكنها تحمل في طياتها خلاصة تجربة نجاح أثبتت أن الإصرار والتوكل على الله هما مفتاح كل إنجاز