تراجع أسعار الذهب مع صعود الدولار وتفاؤل تجاري يُضعف الإقبال على الملاذات الآمنة

تراجعت أسعار الذهب العالمية، اليوم الجمعة، تحت ضغط ارتفاع الدولار الأمريكي وتحسن شهية المخاطرة في الأسواق العالمية، في ظل إشارات على إحراز تقدم في المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهو ما قلّص الإقبال على الملاذات الآمنة مثل الذهب.

وانخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.7% ليسجّل 3343.69 دولارًا للأوقية، بينما هبطت العقود الآجلة للذهب الأمريكي بنسبة 0.8% لتصل إلى 3345.20 دولارًا للأوقية.

أسعار الذهب العالمية

جاء هذا التراجع في ظل انتعاش مؤشر الدولار الأمريكي (.DXY) من أدنى مستوياته خلال أكثر من أسبوعين، مما زاد من تكلفة الذهب بالنسبة للمشترين من حائزي العملات الأخرى، في حين ارتفعت عائدات سندات الخزانة الأمريكية لأجل 10 سنوات، ما زاد من جاذبية الأصول المدرة للعوائد على حساب الذهب غير العائد.

وقال بيتر جرانت، نائب الرئيس وكبير استراتيجيي المعادن في شركة "زانر ميتالز": "كان الاتفاق التجاري مع اليابان تطورًا مهمًا، والآن هناك آمال قوية بإبرام اتفاق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قبل حلول الموعد النهائي في الأول من أغسطس، ويُضعف هذا التفاؤل الطلب على الذهب كملاذ آمن، ويعزز شهية المستثمرين نحو الأصول ذات المخاطر".

وفي أعقاب اتفاق واشنطن وطوكيو هذا الأسبوع، أعلنت المفوضية الأوروبية أن التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة أصبح في المتناول، رغم تحذير الاتحاد الأوروبي من إمكانية فرض رسوم جمركية مضادة على البضائع الأمريكية إذا فشلت المحادثات الجارية.

بيانات اقتصادية تدعم التوقعات بتثبيت الفائدة

على صعيد البيانات الأمريكية، أظهرت أرقام وزارة العمل انخفاض مطالبات البطالة إلى أدنى مستوى لها منذ ثلاثة أشهر، ما يشير إلى استقرار نسبي في سوق العمل رغم تباطؤ وتيرة التوظيف، وقد يمنح هذا التحسن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مبررًا للإبقاء على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية البالغة 4.25%–4.50% في اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل.

التضخم والرسوم الجمركية

في الوقت نفسه، يظل التضخم تحت المراقبة في ضوء الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس دونالد ترامب مؤخرًا على مجموعة من الواردات، والتي قد تسهم في دفع الأسعار إلى الأعلى، وكان ترامب قد فاجأ الأسواق بزيارة غير متوقعة إلى البنك المركزي الأمريكي، حيث مارس ضغوطًا جديدة على رئيسه جيروم باول مطالبًا بخفض كبير في أسعار الفائدة.

وفي هذا السياق، توقع جرانت أن "الذهب قد يجتذب بعض الاهتمام الشرائي عند مستوى 3300 دولار، ولكن من غير المرجح أن نشهد مستويات قياسية جديدة حتى ما بعد قرار الاحتياطي الفيدرالي"، مرجّحًا أن يشير البنك المركزي خلال اجتماعه إلى احتمالية خفض الفائدة لاحقًا هذا العام.

وفي الأسواق الأخرى للمعادن الثمينة، تراجعت الفضة الفورية بنسبة 0.4% لتسجّل 38.91 دولارًا للأوقية، لكنها لا تزال في طريقها لإنهاء الأسبوع بمكاسب تُقدّر بحوالي 2%، أما البلاتين، فقد هبط بنسبة 1.6% ليصل إلى 1385.20 دولارًا، في حين ارتفع البلاديوم بنسبة 0.2% إلى 1229.94 دولارًا للأوقية.

وبينما يواصل الذهب تحركه تحت الضغوط المتضاربة ما بين آمال الاتفاقات التجارية، وقوة الدولار، وتوقعات السياسة النقدية الأمريكية، تترقّب الأسواق العالمية نتائج اجتماع الفيدرالي الأسبوع المقبل الذي قد يحدد مسار أسعار الذهب في الأشهر القادمة.