وجدت دراسة حديثة أن المستهلكين ينظرون إلى السيارات الكهربائية بصورة إيجابية أكثر منها سلبية، وأنهم على استعداد لدفع تكلفة أعلى نسبيًا لتملك تلك المركبات.
يأتي ذلك رغم كثرة حرائق البطاريات خلال الآونة الحالية، إلى جانب العديد من التحديات الأخرى، مثل ارتفاع أسعار تلك السيارات، ممّا تسبَّب في تراجُع شهية المستهلكين نحو امتلاكها.
أجرى الدراسة شركة "تاتا كونسلتانسي سرفيسز" (تي سي إس) الهندية بعنوان: "كيف تُشكّل المركبات الكهربائية مستقبل التنقل المستدام".
وأشارت الدراسة إلى أن اهتمام المستهلك بالسيارات الكهربائية قوي، وأن "هناك اعتقادًا متناميًا بين أصحاب الأساطيل التجارية مفاده أن تلك المركبات سيكون لديها قدرة على خفض تكلفة نشاط الأعمال على المدى الطويل"، وفق تفاصيل تابعتها منصة الطاقة المتخصصة (مقرّها واشنطن).
أُجريَت الدراسة على 1300 مستهلك في 18 دولة من القطاعات الخمسة الأساسية لتحوّل السيارات الكهربائية، وهي: شركات التصنيع والبنية التحتية للشحن والأساطيل التجارية والمؤثّرون، والمستهلكون.
مستقبل السيارات الكهربائية
وجدت دراسة مستقبل السيارات الكهربائية، التي أجرتها شركة تاتا الهندية، "أن هناك مزيجًا من التفاؤل بشأن المستقبل ممزوج بتحدّيات تحتاج إلى تغيرات ممنهجة".
وقالت الدراسة: "إن هناك تقدمًا متواصلًا لتقنيات الصناعة وتكوين شراكات، لكنه يسير بخطوات بطيئة مُحبطة للعديد من الأطراف.. والخطوات البطيئة لا تعني وجود إشارة على الفشل، لكنه انعكاس لقطاع ما يزال يواجه تعقيدات التحول واسع النطاق".
وحثّت الدراسة -التي أُجريت على مستهلكي 18 دولة- على وجود إجراءات منسّقة لتحقيق تقدُّم سريع، إذ قالت: "يمكن للإجراءات المنسّقة والخيارات الإستراتيجية أن تحدّد مسار النمو المستقبلي".
وتواجه السيارات الكهربائية العديد من التحديات منذ العام الماضي، انعكست في انخفاض المبيعات، ما جعل عدد من المنتجين يتراجعون عن خطط سابقة.
وعلى سبيل المثال، تقود جنرال موتورز توجُّهًا جديدًا مثيرًا للجدل، تراجعت فيه عن خطط مصنعها الرئيس بولاية ميشيغان الأميركية، إذ عدّلت الشركة خطة عمل مصنع "أوريون"، لتتحوّل من تجميع السيارات الكهربائية إلى التركيز على الشاحنات العاملة بالبنزين، في ضربة جديدة تتلقّاها مستهدفات الطاقة النظيفة.
وأرجعت الشركة قرارها إلى توزانات السوق، وتزايُد الطلب على المركبات العاملة بالبنزين؛ ما يعكس حجم الصعوبات والتحديات التي تواجهها الصناعة، وهو ما يمثّل تراجعًا عن تعهدات عام 2021، للتحول الكامل إلى السيارات الكهربائية بحلول عام 2035، غير أنها أعلنت منذ عامين تقليص إنتاجها من الوحدات العاملة بالبطاريات، لانخفاض الطلب.
كما تعرّضت باقي الشركات الأميركية، وفي مقدّمتها تيسلا، إلى ضربة موجعة من إدارة الرئيس دونالد ترمب، بإقرار قانون الميزانية الجديدة الذي ألغى كل الدعم الذي تحصل عليه تلك السيارات، ومصادر الطاقة النظيفة عامة.
وكان هذا القانون سببًا لخلاف حادّ بين ترمب ومؤسس ورئيس تيسلا إيلون ماسك، الذي كان صديق رئيس الولايات المتحدة، وعضوًا في حكومته لـ4 أشهر.
عوامل نجاح التحول
حددت دراسة شركة تاتا الهندية 5 عوامل أساسية قد تؤثّر بشدة في تحول السيارات الكهربائية خلال السنوات القليلة المقبلة.
وقالت الدراسة: "يحتاج التحول للسيارات الكهربائية إلى جهود مشتركة، وهو أمر بالغ الأهمية لنجاح عملية التحول؛ لتحقيق توازن بين مستهدفات الاستدامة ومتطلبات المستهلكين ومستعملي أساطيل السيارات".
وترى الدراسة ضرورة تحسين تقنيات السيارات أو تبنّي ما يُعرَف بـ"التنقل المُعرّف برمجيًا"، ما يوفر إمكان إجراء التحديثات المستمرة عن بُعد، مثل عمل الهواتف الذكية التي توفر ميزات جديدة مع كل إصدار لنظام التشغيل، ويعمل في النهاية على وجود إدارة فعّالة للطاقة وتقليل وزن الأسلاك وتعقيدها.
وتقترح الدراسة دمج الذكاء الاصطناعي في السيارات الكهربائية المُعرّفة برمجيًا لتحسين الأداء الحركي من خلال مراقبة المركبة مباشرة، مع ضبط استهلاك الطاقة.
كما ترى الدراسة في السيارات الكهربائية ذاتية القيادة ميزات أكبر، حيث تستطيع جمع البيانات من مجالات مختلفة لتحسين أداء النظام وعمر البطارية وتوفير أمان التشغيل.
وتطالب الدراسة بالعمل على خفض تكلفة تصنيع السيارات الكهربائية، مع توفير تصاميم مطلوبة لتلك السيارات، ما يرفع الطلب عليها.
ووجدت الدراسة أن المستهلكين على استعداد لدفع فارق قليل فقط مقابل السيارات الكهربائية، مقارنةً بمركبات محركات الاحتراق الداخلي.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصادر:
