
أكد الباحث محمد وازن الباحث في الشأن الإسرائيلي أن الحادثة التي تم تداولها بشأن امرأة إسرائيلية مُسنة تنوي استهداف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تأتي ضمن سلسلة من الوقائع التي يتم توظيفها إعلاميًا لتخفيف حدة الضغوط الداخلية المتزايدة على نتنياهو.

وقال وزان في مداخلة مع قناة "إكسترا نيوز": "الإعلام الموالي له يروج لمثل هذه الروايات لتشتيت الانتباه عن فشل الحكومة في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، رغم استمرار التظاهرات اليومية ضده".
وأضاف: "الرواية الإسرائيلية بشأن المرأة السبعينية التي قيل إنها كانت تحمل قذيفة آر بي جي لاستهداف نتنياهو، تفتقر إلى المنطق".
وأشار وازن إلى أن زعيم المعارضة يائير لابيد طالب بفتح تحقيق فوري حول الحادثة، وهو ما منح نتنياهو فرصة لكسب أرضية جديدة سياسيًا من خلال إظهاره كضحية لمحاولات تهديد، وبالتالي كسب تعاطف أطراف داخلية في المعارضة.
وأوضح أن الحادثة، سواء كانت مفبركة أو حقيقية، تفتح الباب أمام قراءة أوسع لحالة التدهور النفسي داخل المجتمع الإسرائيلي، لا سيما بين جنود الجيش.
وذكر أن هذه المرأة، وفق بعض التقارير، لديها ابن يخدم في الجيش، وهو ما يعكس حجم القلق والانهيار النفسي في صفوف العائلات والجنود على السواء.
ولفت إلى وجود مؤشرات واضحة على تزايد حالات الاكتئاب والانهيار العصبي داخل الجيش نتيجة طول أمد الحرب والإجهاد المستمر، خاصة في صفوف الوحدات القتالية وسلاح الجو.
وربط وازن بين هذه الحادثة وغيرها، مثل واقعة اعتقال ضباط في قاعدة بالمخايم الجوية بتهمة تخريب طائرات مسيّرة، مشيرًا إلى أن هذه الوقائع تعكس تآكل الانضباط داخل الجيش الإسرائيلي وتراجع قدرة القيادة على السيطرة وأكد أن مثل هذه التصرفات لم تعد استثناءً، بل باتت جزءًا من مشهد التفكك الداخلي.
وشدد وازن على أن نتنياهو، الذي يعاني من انسحابات داخل حكومته وتراجع في عدد المقاعد داخل الكنيست، يسعى لتقديم نفسه على أنه ضحية تهديدات داخلية وخارجية، بهدف كسب التعاطف والشرعية السياسية. وأضاف أن الإعلام الموالي له يردد يوميًا روايات تصب في اتجاه ترسيخ صورة "المكافح" من أجل حماية إسرائيل.