هدأت تقلبات أسعار الغاز في أميركا خلال النصف الأول من عام 2025، ما يعكس استقرار السوق بعد مدة طويلة من التذبذب الحاد الممتد منذ عام الحرب الروسية الأوكرانية الأول (2022).
فقد أظهر تقرير حديث، اطّلعت عليه وحدة أبحاث الطاقة (مقرّها واشنطن)، أن متوسط التقلّب التاريخي اليومي لعقود مركز هنري الآجلة للشهر الأقرب استحقاقًا -المؤشر المرجعي لأسعار الغاز الأميركي- اتجهت نحو الانخفاض في النصف الأول من العام الجاري.
ويقيس التقلب التاريخي، التغيرات اليومية في الأسعار مقارنة بمتوسطها خلال مدة معينة سابقًا، وهو أداة لفهم الثقة والخوف في السوق، إذ يظهر مدى تباعد الأسعار عن المتوسط نتيجة للتغيرات في الإمدادات والطلب والمخزون.
وبحسب التقرير، فقد هبطت التقلبات الفصلية لأسعار الغاز ربع السنوية من أعلى مستوى لها -مؤخرًا- عند 81% في الربع الرابع من 2024، إلى 69% بحلول منتصف عام 2025.
ويمثّل ذلك عودة تدريجية إلى النطاقات الموسمية المعتادة، بعد سلسلة من الاضطرابات في العرض والطلب شهدتها السوق منذ 2022.
تقلبات أسعار الغاز في أميركا خلال النصف الأول
أظهر التقرير الصادر عن إدارة معلومات الطاقة، اليوم الخميس 24 يوليو/تموز (2025)، أن تراجع تقلبات أسعار الغاز في أميركا خلال الأشهر الـ6 الأولى من العام الجاري يعكس تحسنًا في أساسيات السوق، وفي مقدمتها ارتفاع مستويات المخزون إلى ما يقارب متوسط السنوات الـ5 الماضية.
ومنذ عام 2022، تأرجحت السوق بين تخمة ونقص حاد في المخزونات، ما غذّى حالة من عدم اليقين ورفع مستوى تقلّب الأسعار.
فقد سجّلت تقلّبات أسعار الغاز في أميركا أعلى مستوياتها منذ عقدَيْن، مع وصول متوسط التقلّب التاريخي إلى 124% خلال الربع الأول من عام 2022، ثم انخفاضه إلى 75% في الربع الثاني، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
ويرجع ذلك إلى انخفاض إنتاج الغاز وتراجع المخزونات، وتقلبات الطقس، بالإضافة إلى ارتفاع واردات أوروبا من الغاز المسال الأميركي، في محاولة لتعويض نقص الإمدادات الروسية بعد الحرب على أوكرانيا.
وخلال الفصول الأخيرة، بدأت الأسواق تستعيد عافيتها، وساعد في ذلك الزيادات القياسية بعمليات الحقن وتوازن مستويات المخزون.
سوق الغاز الأميركية في النصف الأول
في الوقت نفسه، شهدت سوق الغاز الأميركية تقلبات حادة في بداية عام 2025، مع تراجع حجم المخزونات بنسبة 4% عن متوسط السنوات الـ5 الماضية بالولايات الـ48 المتجاورة بحلول نهاية الربع الأول من العام.
وجاء هذا الانخفاض نتيجة لموجة برد قطبية اجتاحت البلاد في يناير/كانون الثاني، أدت إلى رفع الطلب على الغاز، وأسفرت عن رابع أكبر سحب أسبوعي من المخزون في تاريخ السوق، وذلك خلال الأسبوع المنتهي في 24 يناير/كانون الثاني.
وكان أثر ذلك واضحًا في تقلبات أسعار الغاز لدى أميركا، إذ قفزت التقلبات التاريخية لمدة 30 يومًا إلى 102% في يوم 3 فبراير/شباط الماضي، وهو أعلى مستوى مسجل منذ مارس/آذار 2023.
واستمرت وتيرة التراجع في المخزونات حتى الأسبوع المنتهي في 7 مارس/آذار، لتبلغ أدنى مستوياتها عند 1.698 تريليون قدم مكعبة، بحسب ما رصدته وحدة أبحاث الطاقة.
وخلال الربع الثاني من العام الجاري، تراجعت حدة التقلبات تزامنًا مع بدء ارتفاع عمليات الضخ الأسبوعية.
وبدأت المخزونات الارتفاع منذ منتصف مارس/آذار، لترتفع بنهاية الربع الثاني بنسبة 6%، أي ما يعادل 173 مليار قدم مكعبة، متجاوزة متوسط السنوات الـ5 السابقة (2020–2024).
وقد أدى هذا النمو في المخزون وسرعة الضخ إلى تهدئة المخاوف بشأن توافر الإمدادات، فضلًا عن تراجع تقلبات أسعار الغاز في أميركا.
موضوعات متعلقة..
اقرأ أيضًا..
المصدر:
تقلبات أسعار الغاز في أميركا، من إدارة معلومات الطاقة.
