كنيسة مارجرجس بكوتسيكا.. تحتفل كنيستنا اليوم بالتذكار التاريخي لوصول رفات الشهيد العظيم مارجرجس إلى أرض مصر. وبهذه المناسبة، نظّمت كنيسة الشهيد العظيم مارجرجس في كوتسيكا نهضتها الروحية السنوية، التي اختُتمت صباح اليوم بإقامة القداس الإلهي.
معلومات عن كنيسة مارجرجس بكوتسيكا
يُعد دير وكنيسة الشهيد العظيم مارجرجس في كوتسيكا جزءًا مما تبقى من آثار الدير القديم الذي كان يقع في تخوم جبل طرة. امتدت أراضي الدير من باطن الجبل الشرقي وصولاً إلى نهر النيل، وظل عامرًا بالرهبان لمدة تقارب السبعة قرون.
شُيّد الدير في عهد الإمبراطور الروماني أركاديوس، الذي تولى الحكم عام 395م، تخليدًا لذكرى القديس أرسانيوس، معلم أولاد الملوك، الذي قضى آخر ثلاث سنوات من حياته في كهف داخل الدير، حيث انتقل إلى السماء هناك.
حمل الدير عبر تاريخه عدة تسميات، منها: “دير الفخار”، “دير يحنس”، “دير القصير”، و”دير البغل”، إذ اشتهر بوجود بغل كان يساعد الرهبان في نقل المياه من النيل إلى أعلى التلال.
الكنيسة القديمة
تحتل مساحة واسعة من الأرض، حيث تقع في موقع مميز يطل شرقًا على طريق مصر حلوان الزراعي، وغربًا على كورنيش النيل، وجنوبيًا على مصنع النشا، بينما تحدها من الجهة الشمالية منازل الأهالي.
في الماضي، كانت الكنيسة تطل مباشرة على النيل، مما أضفى عليها جمالًا استثنائيًا وموقعًا فريدًا، واشتهرت بوجود “الفراندة” التي امتدت داخل مياه النيل. لسنوات طويلة كانت بمثابة استراحة للآباء البطاركة. من بين هؤلاء البابا كيرلس الخامس البطريرك (112)، الذي زار الدير عام 1922م، والبابا كيرلس السادس (116)، الذي أقام فيها خلال فترة مرضه.
كنيسة مارجرجس بكوتسيكا هدم الكنيسة الأثرية
في يوليو عام 1956، تم هدم الكنيسة القديمة بمنطقة طرة، التي كانت تُطل مباشرة على نهر النيل آنذاك، بهدف تنفيذ مشروع كورنيش النيل الذي يربط بين مصر القديمة وحلوان، وذلك في عهد وزير الأشغال العامة عبد اللطيف البغدادي.
واجه قرار الهدم رفضًا من القمص بطرس حنين، كاهن الكنيسة في ذلك الوقت، الذي تمكن من الحصول على موافقة لبناء كنيسة جديدة بدلًا من الكنيسة الأثرية، بالإضافة إلى تعويض مالي. ونُظمت خدمات العبادة مؤقتًا في كنيسة صغيرة إلى حين الانتهاء من بناء الكنيسة الجديدة.
الكنيسة الحديثة الحالية
في يوم الجمعة الموافق 22 أغسطس عام 1958، تم تدشين الطابق الأرضي للكنيسة الحالية بحضور القمص بطرس حنين، إذ أشرف المهندس نجيب أستينو على تصميم وتنفيذ البناء. حصلت الكنيسة على تعويض مالي قدره 16 ألف جنيه مقابل المبنى القديم.
تم تصميم الكنيسة وفق طراز كنيسة سان جورج في إيطاليا، وتتميز بأنها أحد أقدم المباني بالمنطقة، حيث تطل مباشرة على كورنيش النيل وتتكون من طابقين.و شهدت الكنيسة حدثا مهمًا في تاريخها يوم 22 أكتوبر 2017، حيث قام الأنبا دانيال، مطران المعادي وتوابعها، بتدشين المذابح والأيقونات في كنيستي مارجرجس ومارمينا.
كنيسة مارجرجس بكوتسيكا في عهد البابا كيرلس السادس
توفي القمص بطرس حنين يوم الخميس الموافق 26 مايو عام 1960 بعد خدمة امتدت إلى 43 عامًا وشهر واحد. عقب رحيله، قام البابا كيرلس السادس بزيارات متكررة إلى الكنيسة الجديدة بطرة وأقام فيها صلوات عديدة.
أهم هذه الزيارات لكنيسة مارجرجس بكوتسيكا
وفي يوم السبت الموافق 14 سبتمبر 1963، زار البابا كيرلس كنيسة مارجرجس بطرة وصلى بها صباحًا، برفقة القمص بطرس المحرقي والشماس سليمان رزق (الذي أصبح لاحقًا الأنبا مينا، أسقف ورئيس دير مارمينا بمريوط). بعد انتهاء الزيارة عاد البابا إلى الكاتدرائية المرقسية بالأزبكية.
