
تزامنًا مع إعلان نتيجة الثانوية العامة 2025، يدخل آلاف الطلاب في مرحلة جديدة لا تقل أهمية عن الامتحانات نفسها، وهي اختيار الكلية والتخصص الجامعي المناسب، وبالرغم من الفرح بالنجاح أو الحزن على عدم تحقيق المجموع المطلوب، فإن الضغط الحقيقي يبدأ الآن، حيث تظهر تحديات التنسيق واختيار التخصص في ظل معايير دقيقة ومحددات واقعية.

وفي هذا السياق، أكد عدد من خبراء التربية والتعليم أن اتخاذ القرار الصحيح لا يعتمد فقط على المجموع، بل على عوامل متعددة تشمل القدرات الشخصية، الإمكانيات المادية، واحتياجات سوق العمل، وقد أشاروا إلى أن سوء الاختيار في هذه المرحلة قد يؤدي إلى الإحباط، أو حتى التعثر التعليمي في المستقبل، مما يفرض ضرورة التعامل مع هذه المرحلة بعقلانية ووعي.
ويطرح الخبراء في تصريحات خاصة لـ "كشكول" رؤية تحليلية لأبرز التحديات التي تواجه الطلاب وأسرهم في هذه الفترة، مع تقديم نصائح عملية لكيفية التغلب عليها واختيار المسار الجامعي الأمثل، بما يضمن بناء مستقبل مستقر ومهني ناجح.
التنسيق الجامعي 2025.. قرارات مصيرية تنتظر طلاب الثانوية العامة
وفي سياق متصل، قال الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي المساعد بكلية الدراسات العليا للتربية بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لموقع "كشكول"، إن في مرحلة التنسيق هناك تحديات عديدة تواجه الطلاب والتغلب على هذه التحديات يساعد في اتخاذ القرار الصحيح واختيار التخصص المناسب.
ومن هذه التحديات:
_ التحديات المرتبطة بوعي الطالب بذاته وقدراته فقد يكون الطالب فكرة خاطئة عن ذاته وما يمكنه ان ينجح فيه ويحتاج الطالب إلى الكشف الدقيق عن مواطن تميزه لاختيار التخصص المناسب.
_ التحديات المرتبطة بموضوعية اتخاذ القرار فالبعض قد يقع تحت تأثير ضغوط الأهل أو الميول المضللة أو التأثر العاطفي ولا يلجأ إلى دراسة الموضوع بشكل دقيق ومنطقي وتحتاج هذه التحديات إلى تبني استراتيجية موضوعية للاختيار.
_ التحديات المرتبطة بنقص المعلومات عن طبيعة الدراسة وسوق العمل وتحتاج هذه التحديات إلى الاطلاع على التخصصات المتاحة ومتطلبات سوق العمل للكشف عن المسار المناسب.
_ تحديات أخرى مرتبطة بظروف الأسرة والطالب الاقتصادية والاجتماعية ويحتاج الطالب لمواجهة هذه التحديات إلى عقد موازنات لبحث إمكانية تقديم بعض التنازلات أو توفير بعض المتطلبات لكي يتمكن من اختيار المسار المناسب.
أستاذ مناهج.. صراع الرغبات والإمكانات تحديات تواجه الطلاب وأسرهم بعد النتيجة
قال الدكتور حسن شحاتة، أستاذ المناهج بجامعة عين شمس، في تصريحاته لموقع "كشكول"، أن مكتب التنسيق يُعد الأداة الأكثر عدالة في توزيع الطلاب على الكليات والجامعات، حيث يتم ذلك وفق معايير موضوعية، أبرزها مجموع درجات الطالب في الثانوية العامة، وعدد الأماكن المتاحة في كل كلية أو جامعة، بالإضافة إلى المنطقة الجغرافية التي حصل فيها الطالب على شهادة الثانوية.
وأشار إلى أن هذه المعايير تضمن توزيعًا متوازنًا وعادلًا بين الطلاب، بما يتناسب مع قدراتهم والفرص المتاحة.
وأوضح شحاتة، أن أبرز التحديات التي تواجه طلاب الثانوية العامة بعد إعلان النتائج، مؤكدًا أن أولها هو التصادم بين رغبات الطالب وتوجهات الأسرة، حيث قد يفضل الأهل كلية معينة تختلف عن ميول واهتمامات الطالب، مشددًا على ضرورة احترام قدرات الطالب وتقدير رغباته الشخصية، أما التحدي الثاني، فهو رغبة الطالب في الالتحاق بجامعة تتطلب مصروفات تفوق الإمكانيات المادية للأسرة، وهنا يجب على الطالب مراعاة الظروف الاقتصادية لأسرته عند الاختيار.
وأضاف أن من بين التحديات أيضًا رغبة الطالب في الالتحاق بجامعة خارج محافظته، وهو ما يثير مخاوف الأهل من الاغتراب، خاصة في حالة الطالبات، داعيًا إلى تغليب مصلحة الطالب ومتابعته المستمرة لضمان نجاحه.
وأكد شحاتة، على أن من أخطر التحديات التي قد يقع فيها الطالب هي الاختيار العشوائي للتخصصات، دون النظر لحاجة سوق العمل، حيث ينبهر البعض بكليات ذات بريق اجتماعي، لكنها قد لا توفر فرصًا حقيقية للعمل بعد التخرج.
وشدد على أهمية أن تكون اختيارات الطالب مبنية على احتياجات سوق العمل المستقبلية، قائلًا إن "ربط التعليم بسوق العمل هو الأساس"، لأن لا قيمة فعلية لشهادة جامعية لا تؤهل صاحبها لوظيفة مناسبة.
واختتم تصريحه بالتأكيد على أن المهنة هي الهدف الأهم، والوعي باحتياجات المستقبل هو مفتاح اختيار التخصص المناسب.
محمد عبد العزيز.. طموح الطالب يصطدم بواقع المجموع وارتفاع المصروفات
قال الدكتور محمد عبدالعزيز، أستاذ العلوم والتربية بجامعة عين شمس، في تصريحات خاصة لموقع "كشكول"، إن أول التحديات الأساسية التي تواجه الطالب بعد إعلان نتيجة الثانوية العامة هو التصادم بين طموحه الدراسي والمجموع الذي حصل عليه.
وأوضح أن ارتفاع تنسيق الجامعات الحكومية، إلى جانب ارتفاع المصروفات في الجامعات الخاصة والأهلية، قد يدفع بعض الطلاب إلى القبول بأي كلية يرشحهم لها مكتب التنسيق، حتى وإن لم تكن ضمن رغباتهم الأساسية أو لا تتماشى مع ميولهم وقدراتهم.
وأضاف عبدالعزيز أن التحدي الثاني، والذي يجب أن يعيه الطالب جيدًا، هو أن المجموع ليس دائمًا دليلًا على القدرة الفعلية على التفوق في كلية معينة، فهناك بعض الكليات، مثل الطب والهندسة، تحتاج إلى مهارات وقدرات خاصة لا تتوفر بالضرورة لدى كل من حصل على مجموع مرتفع، وأشار إلى أن ذلك قد يمثل مؤشرًا خطيرًا لتعثر الطالب وفشله لاحقًا إذا اختار تخصصًا لا يناسب قدراته الفعلية.
وشدد الدكتور محمد عبدالعزيز، على أهمية أن يكون اختيار الكلية قائمًا على معيارين أساسيين: الأول هو القدرة الأكاديمية والذهنية على مواصلة الدراسة في التخصص، والثاني هو الإمكانات الواقعية للأسرة والطالب، سواء من حيث المصروفات أو طبيعة الدراسة، وختم بأن وعي الطالب بهذه المعايير يساعده على اتخاذ قرار عقلاني ومدروس، يحقق له النجاح والاستقرار في مستقبله الجامعي والمهني.
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.