أخبار عاجلة

بسبب لعب العيال.. مشاجرات دامية فى الشارع المصرى تخلف وراءها مصابين وقتلى

بسبب لعب العيال.. مشاجرات دامية فى الشارع المصرى تخلف وراءها مصابين وقتلى
بسبب لعب العيال.. مشاجرات دامية فى الشارع المصرى تخلف وراءها مصابين وقتلى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

لهو الأطفال السبب.. تلك الجملة باتت تشكل دافعًا أساسيًا وراء انتشار نوعية من الجرائم، تتزايد بشكل مخيف في الآونة الأخيرة، تلك التي تبدأ بلهو الأطفال لتنتهي بمصابين أو قتلى، وهو ما يثير التساؤل حول كيفية تحول علاقات الجيرة، إلى مشاجرة دامية بسبب طفل ضرب طفل.

التحول المخيف والسريع، في علاقات الجيرة التي يفترض فيها أن تكون ودودة ومتألفة إلى شجار ربما يكون داميا، تحكمه عدة دوافع خفية، بيد أن سبب الشجار المُعلن وهو لهو الأطفال، ليس حقيقيًا بحد ذاته في كل مرة، فالبعض قد يحمل مشاعر سلبية تجاه جيرانه أو بعضًا منهم، من غيرة أو أحقاد أو خلافات، مما تزيد من حالة الاحتقان المكتوم مع الوقت، فيتحول الشجار، إلى لغم ينتظر شرارة للانفجار، هكذا يرى بعض خبراء الطب النفسي والسلوكي.

ربما كانت الأسباب المباشرة للشجار الدامي تافه بقدر تغلب طفل على نظيره، سرعان ما يتطور إلى مُشادات كلامية بألفاظ نابية، وما يلبث إلى أن يتحول إلى شجار دام، وهو ما ينشأ حتمًا من غضب سريع وأعمى يتملك طرفي الشجار، وهو ما يشكل المحرك الأساسي للأحداث بعد ذلك، لتخلف وراءها قتلى ومصابين.

هذه الظاهرة المُقلقة تكشف عن تراجع في ثقافة التسامح وغياب الحوار، فضلًا عن انتشار العنف المجتمعي وسهولة الوصول إلى الأسلحة البيضاء في بعض المناطق، وهو ما يعكس واقع مخيف نخشى أن نعيشه.

شجار الصوت العالي يتحول إلى جرائم دامية

وتلقت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن القاهرة بلاغًا بحدوث مشاجرة ومصابين بدائرة قسم شرطة السلام ثانِ.

وبالانتقال والفحص تبين حدوث مشاجرة بين طرف أول أحد الأشخاص وزوجته ونجله مصابين بجروج وكدمات متفرقة بالجسم، وطرف ثانِ 9 أشخاص «أحدهم مصاب بجرح باليد»، وذلك بسبب قيام نجل الطرف الأول باللهو بمدخل عقار الطرف الثاني بصوت مرتفع، تعدى خلالها الطرفان على بعضهما البعض بالضرب باستخدام أسلحة بيضاء وعصى خشبية كانت بحوزتهم، مما نتج عنه الإصابات المنوه عنها.

تم ضبط طرفي المشاجرة وبحوزتهم الأسلحة المستخدمة في ارتكاب الواقعة، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية.

كسر في الجمجمة وأسلحة بيضاء

شهدت منطقة العمرانية في الجيزة إصابة شخصين في مشاجرة بين طرفين بسبب لهو الأطفال، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة.

تلقى ضباط مباحث قسم شرطة العمرانية بلاغًا من غرفة النجدة بنشوب مشاجرة وسقوط مصابين، علي الفور انتقلت قوة أمنية لمكان الحادث، وبالفحص تبين إصابة شخص بكسر في الجمجمة وآخر مصاب بجرح قطعي.

بإجراء التحريات تبين نشوب مشاجرة بين طرفي ولاد عم بسبب لهو الأطفال أسفر عن إصابة شخصين من طرفي المشاجرة، وتمكنت القوات من ضبط 3 متهمين من طرفى الواقعة.

تم اتخاذ الإجراءات القانونية حيال الواقعة، وإحالتها للنيابة العامة لتولي التحقيقات، وتم ضبط الطرف الثاني، وبحوزتهم «2 سلاح أبيض» المستخدمان في ارتكاب الواقعة، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة لذات السبب.

تعدٍ وضرب وسحل.. والسبب خناقة عيال

كشفت أجهزة الأمن ملابسات مقطع فيديو تم تداوله عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر خلاله تعدي عددًا من الأشخاص على آخرين باستخدام أسلحة بيضاء بدائرة قسم شرطة المطرية بالقاهرة.

وبالانتقال والفحص، تبين أن الواقعة تعود إلى مشاجرة نشبت بين طرف أول «عامل ونجليه - بحوزتهم ثلاث قطع أسلحة بيضاء»، وطرف ثانٍ «نجل شقيق العامل - بحوزته قطعة سلاح أبيض»، وجميعهم مقيمون بدائرة قسم شرطة المطرية، وذلك إثر خلافات نشبت بينهم بسبب لهو الأطفال، تطورت إلى مشاجرة استخدموا خلالها الأسلحة البيضاء.

تمكنت القوات الأمنية من ضبط طرفي المشاجرة وبحوزتهم الأدوات المستخدمة في الاعتداء، وبمواجهتهم اعترفوا بارتكاب الواقعة بسبب ذات الخلافات، وتم اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، وإحالة المتهمين للنيابة العامة لمباشرة التحقيقات.

الغرامة مالم تسبب في جرح أو قتل

أورد قانون العقوبات نصًا قانونيًا يُجرم فعل المشاجرات، أوضح ذلك فيما اشتملت عليه المادة 377، والتي بينت أنه يعاقب بغرامة لا تجاوز مائة جنيه كل من ارتكب فعلًا من الأفعال الآتية:
1- من ألقى في الطريق بغير احتياط أشياء من شأنها جرح المارين أو تلويثهم إذا سقطت عليهم.
2- من أهمل في تنظيف أو إصلاح المداخن أو الأفران أو المعامل التي تستعمل فيها النار.
3- من كان موكلًا بالتحفظ على مجنون في حالة هياج فأطلقه، أو كان موكلًا بحيوان من الحيوانات المؤذية أو المفترسة فأفلته.
4- من حرش كلبًا واثبًا على مار أو مقتفيًا أثره أو لم يرده عنه إذا كان الكلب في حفظه ولو لم يتسبب عن ذلك أذى ولا ضرر.
5- من ألهب بغير إذن صواريخ أو نحوها في الجهات التي يمكن أن ينشأ عن إلهابها فيها إتلاف أو أخطار.
6- من أطلق في داخل المدن أو القرى سلاحًا ناريًا أو ألهب فيها أعيرة نارية أو مواد أخرى مفرقعة.
7- من امتنع أو أهمل في أداء أعمال مصلحة أو بذل مساعدة وكان قادرًا عليها عند طلب ذلك من جهة الاقتضاء في حالة حصول حادث أو هياج أو غرق أو فيضان أو حريق أو نحو ذلك وكذا في حالة قطع الطريق أو النهب أو التلبس بجريمة أو حالة تنفيذ أمر أو حكم قضائي.
8- من امتنع عن قبول عملة البلاد أو مسكوكاتها بالقيمة المتعامل بها ولم تكن مزورة ولا مغشوشة.
9- من وقعت منه مشاجرة أو تعد أو إيذاء خفيف ولم يحصل ضرب وجرح.

العنف المجتمعي

يقول الدكتور فتحي قناوي، أستاذ علم كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الجنائية والاجتماعية، إن هناك عدة أسباب تفاقم وتزايد تلك الجرائم الدامية، والتي تكون أسبابها الأصلية هو لهو الأطفال، من بينها العنف المجتمعي المتفشي، على جميع الأصعدة، فقد أصبح العنف لغة سهلة في النزاعات اليومية، حيث يلجأ الكثيرون إلى استخدام القوة بدلًا من الحوار أو اللجوء إلى القانون.

وأضاف أن السوشيال ميديا ومواقع التواصل الاجتماعي مثل التيك توك والفيس بوك، ساهمت في تعزير انتشار ذلك بإظهار العنف، وكأنه لغة حياتية، لافتًا إلى أنه في بعض المناطق، خاصةً العشوائية منها، تشهد انتشارًا للأسلحة البيضاء، مما يجعل أي شجار عائلي يتحول بسرعة إلى مأساة دموية.

الأفضلية المجتمعية

وتابع أن هناك خلافات أحيانًا تكون مكتومة بين بعض الجيران بعضهم لبعض، تلك الخلافات سرعان ما تنفجر مع أول شرارة، مثل تغلب طفل على آخر أو اعتداء طفل على نظيره، لتنفجر مخرجه كل هذه الضغائن في صورة اعتداء تنتج عنه جرائم.

وأشار إلى أنه وفي أحيان أخرى تكون سياسة إثبات الذات والأفضلية المجتمعية دافعًا في حد ذاته لتأجيج الشجار الدامي بين الجيران، حيث يجد ضالته في لهو الأطفال، لافتًا إلى أنه لا يمكن حصر الظاهرة في دافع واحد رغم تفاهة السبب المؤدى لتلك المشاحنات الدامية.

عنف الأهل

وأردف أن أحيانًا تدخل العائلات بشكل عنيف، وهو ما ينتج عنه بالطبع حدوث مشاجرة، ففي كثير من الحالات، يتدخل الأهالي بشكل مبالغ فيه عند حدوث مشاجرة بين أطفال، حيث يتحول النزاع البسيط إلى صراع عائلي، وقد ينتهي الأمر بجرائم ثأر أو إصابات خطيرة. بعض العائلات ترفض فض النزاع بالطرق السلمية وتفضل الانتقام، مما يزيد الأزمات تعقيدًا.

الرجولة الزائفة

من جانبها، تقول الدكتورة داليا العقاد، الخبيرة السلوكية والنفسية، إن من الأسباب الرئيسية لحدوث تلك المشاجرات الدامية، غياب الوعي الأسري والمجتمع، إذ يفتقر بعض الآباء إلى مهارات التربية السليمة في تعليم أطفالهم كيفية حل الخلافات دون عنف.

وتابعت أن بعض الأسر تربي أبناءها على الرجولة الزائفة المرتبطة بالعنف، مما يجعل الطفل يعتقد أن الرد على الإهانة بالضرب أو الاعتداء هو الحل الأمثل، علاوةً على التقليد الأعمى للنماذج العنيفة، سواء فيما يشاهده عبر السوشيال ميديا أو التليفزيون، والتي يروج لها كأبطال في العادة، لافتةً إلى أن هذا السلوك العنيف يُقابل في أغلب الأحيان بالتشجيع من الأهل، وهنا تكمن الكارثة الكبرى.

تعزيز قيم التسامح

وأضافت أن ما يزيد من انتشار تلك الظاهرة المقيتة، أنه في بعض المناطق، لاسيما الشعبية منها، يغيب دور المؤسسات المجتمعية، مثل المدارس والأندية والجمعيات الأهلية في توعية الأطفال والأسر بخطورة العنف، كما أن بعض الأحياء تفتقر إلى مراكز فض منازعات مجتمعية يمكنها التدخل في وقت مبكر لمنع تصاعد النزاعات، مُشيرةً إلى أن تعزيز ثقافة التسامح والحوار، بات الحل الأمثل لتلك المشاجرات التي تمزق المجتمع، حيث يجب على المدارس والمؤسسات الدينية والإعلام تعزيز قيم التسامح وحل النزاعات سلميًا، علاوةً على توعية الأهالي بأهمية عدم تصعيد المشكلات البسيطة بين الأطفال، وضرورة تدريب الأبناء على الحوار.

وحدات فض المنازعات

وأوضحت أنه لا بُد من تفعيل دور الإخصائيين الاجتماعيين والنفسيين، حيث إن المجتمع يحتاج إلى مزيد من الإخصائيين الاجتماعيين في المدارس والأحياء لمساعدة الأسر في حل الخلافات قبل تفاقمها، بالإضافة إلى تقديم جلسات توعية للأطفال حول مخاطر العنف وكيفية التعامل مع الخلافات.

وأكدت أنه يجب تشديد الرقابة على الأسلحة البيضاء، فيجب على الأجهزة الأمنية تكثيف حملاتها ضد حمل الأسلحة البيضاء في المناطق الساخنة، وتطبيق العقوبات المُشددة على من يستخدمها في المشاجرات، وأيضًا إنشاء وحدات فض منازعات مجتمعية، حيث يمكن للحكماء وشيوخ العائلات، بالتعاون مع الجهات الأمنية، تشكيل لجان لفض النزاعات العائلية قبل أن تتحول إلى أعمال عنف.

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق وزير الخارجية يوضح أهداف جولته الإفريقية
التالى الهلال الأحمر المصري يبدأ حملة إنسانية لدعم الشعب الفلسطيني في غزة