أخبار عاجلة
إصابة فتاة بحالة تسمم في كفر شكر بالقليوبية -

إفيه يكتبه روبير الفارس: "فوز الأسوأ"

إفيه يكتبه روبير الفارس: "فوز الأسوأ"
إفيه يكتبه روبير الفارس: "فوز الأسوأ"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هناك أسطورة متداولة، تصل حدّ اليقين، تدور عن قيام المخابرات الأمريكية بتجنيد أحد كبار المسؤولين في الاتحاد السوفيتي مقابل مبلغ ضخم أودِع في أحد البنوك الغربية.أما المهمة فكانت بسيطة للغاية... وخطيرة لأقصى حد، كما أنها لا تثير أي شبهة. فقد كان الجاسوس السوفيتي مسؤولًا عن اختيار القيادات في كثير من قطاعات الدولة، وكان المطلوب منه فقط أن يختار الأسوأ دائمًا من بين المرشحين لتولي المناصب القيادية في البلاد. ويُقال إن هذا الفعل هو ما دمّر وأسقط الاتحاد السوفيتي؛ فالرجل غير المناسب مثل السوس الذي ينخر في العظام، والماء الذي ينحت في الصخر حتى يحدث الانهيار. انهيارٌ قد يبدو شكله طبيعيًا، لكنه في جوهره سرطان ينهش الكيان في صمتٍ غدّار.

لا يهم إن كانت قصة الجاسوس واقعية أم مجرد قصة رمزية تعليمية، فالمهم أن يتعلّم أحد. وهو أمر أصبح بعيد المنال.

فكيف يقبل المجتمع الدولي، مثلًا، أن يتحول إرهابي قاتل وسفّاك دماء إلى رئيس لدولة في حجم سوريا؟ ما حجم المسامحة والمغفرة التي حدثت بكل أريحية، دون تحقيق للعدالة، أو محاسبة، أو عقاب، مقابل دماء الأبرياء الذين حصد أرواحهم؟ أي عالم مجنون هذا الذي يرى ويسمع ويوثّق قتل الآلاف من السوريين — مسيحيين ودروز وعلويين — على مدار الساعة، ثم ينتظر من القاتل، الذي تم تدريبه وأُلبس ثوب الرئاسة، أن يحقق العدالة والأمان؟

إن الاختيار غير المناسب، وتربّع الأسوأ على المقعد الأثير العالي، لا يُحكم به على الحاضر فقط، بل على المستقبل أيضًا. وللأسف، هي ظاهرة ممتدة منذ سنوات، سواء في اختيار مسؤولين غير مؤهلين أكاديميًا، أو عديمي الخبرة الإنسانية، أو المفتقرين للأمانة العلمية. هؤلاء يتحولون إلى مضطربين نفسيًا، ساقطين إداريًا، يلتهمون الناجحين، ويقصون الصادقين... والنتيجة: مزيد من الطين في المناصب العليا، وقوائم الانتخابات، ومواقع التنفيذيين، ورؤساء التحرير، وحتى على مستوى رجال الدين.

نجد العجب العُجاب في اختيار رهبان من أديرة بعيدة، حصلوا بالتزلف والتقرب على تزكيات من رؤساء أديرتهم، ليتحوّلوا إلى أساقفة يقودون روحيًا وإداريًا مدنًا وقرى ونجوعًا، وهم بلا مؤهلات لاهوتية أكاديمية، ولا كفاءة إدارية. ويتحول الواحد منهم في ليلة وضحاها من نكرة مجهول إلى صاحب ألقاب لا أنزل الله بها من سلطان، مثل "الأحبار الأجلاء" و"أصحاب النيافة"، دون دليل أو بيّنة، سوى تغيّر الاسم وزركشة اللباس.

هذا التساهل في اختيار القيادات، الذين يتصدّرون الساحات والأوقات على كل المستويات، هو أحد أهم أسباب الإحباط المستشري في مفاصل وهواء أيامنا. لأن هؤلاء يخنقون الأمل في نفوس المتميزين، وإذا كان الشرع يقتل الجسد، فهؤلاء يقتلون الروح.

إفيه قبل الوداع


"أخويا الكبير لازم يكون حدُوّة لينا".. سعيد صالح في مسرحية العيال كبرت
القدوة تقود... والحدُوّة تحدفنا من فوق

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق رسميًا | فتح باب التقديم لكلية الشرطة 2025 - 2026 عبر موقع وزارة الداخلية.. تعرف على الشروط والمواعيد
التالى "أبو" يطلق ألبومه الغنائي الصيفى الجديد"توبة"