أخبار عاجلة
وفاة شقيق طارق قنديل.. والأهلي ينعيه -

السويداء تلتقط أنفاسها: مساعدات عاجلة وهدوء حذر يمهّدان لاستقرار هش

في مشهد بدا أقرب إلى استراحة قصيرة بين جولات طويلة من التوتر، دخلت أول دفعة من المساعدات الإنسانية العاجلة مساء الأحد إلى محافظة السويداء، وسط هدوء حذر يخيّم على المدينة الجنوبية، التي شهدت مؤخرًا واحدة من أعنف موجات الاشتباكات الطائفية والعشائرية منذ سنوات.

المساعدات تدخل.. والحكومة تراقب عن كثب

وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل، هند قبوات، أعلنت أن المساعدات وصلت بالتنسيق مع منظمات إنسانية، أبرزها الهلال الأحمر العربي السوري، وشملت "إمدادات غذائية وطبية ضرورية، إلى جانب دعم لوجستي لتعزيز قدرة الاستجابة الطارئة في السويداء ودرعا".

وأضافت قبوات أن "دخول هذه الدفعة لا يمثل سوى الخطوة الأولى، في انتظار تحسّن الوضع الأمني والسماح بمرور الوفد الحكومي وباقي المساعدات"، ما يشير إلى أن الطريق نحو استعادة الحياة الطبيعية لا يزال طويلًا ومليئًا بالتحفظات الأمنية والسياسية.

الأولوية للمناشدات الإنسانية

من جانبه، أكد محافظ السويداء، مصطفى البكور، أن أولوية الحكومة في الوقت الراهن تتمثل في "الاستجابة الفورية للنداءات الإنسانية التي تتزايد يومًا بعد آخر، في ظل نقص حاد بالخدمات الأساسية"، مشيرًا إلى أن البنية التحتية في أجزاء من المحافظة "تعرضت لأضرار كبيرة جراء الاشتباكات الأخيرة".

ولفت البكور إلى أن التنسيق جارٍ مع جهات دينية ومجتمعية لتوسيع رقعة المساعدات، والتأمين الفوري للمناطق التي لا تزال معزولة أو منكوبة.

الأمن ينتشر.. وتبادل للأسرى يلوح في الأفق

وفي تطور لافت، أعلن وزير الداخلية، اللواء أنس خطاب، أن قوى الأمن الداخلي "فرضت انتشارًا منظمًا في المناطق الشمالية والغربية من السويداء"، مشيرًا إلى أن ذلك يُعتبر "صمام أمان لضبط السلاح غير الشرعي وتهيئة البيئة المناسبة للحوار والمصالحة".

وأكد خطاب أن وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ السبت "يمهّد لعملية تبادل أسرى بين المجموعات المسلحة، وهي خطوة أساسية لإعادة سيطرة الدولة واحتواء النزاعات المحلية"، مضيفًا أن "المرحلة القادمة ستشهد تفعيلًا تدريجيًا لمؤسسات الدولة ومراكز الخدمات".

بين التفاؤل والحذر.. السويداء في لحظة اختبار

ورغم أجواء التفاؤل الحذر، فإن الوضع في السويداء لا يزال معلقًا على خيط رفيع من الثقة بين الفرقاء المحليين، وتُبقي المدينة على تماس دائم مع احتمالات الانزلاق مجددًا نحو العنف، لا سيما في ظل استمرار التوتر الطائفي وضعف الوجود الأمني الكامل.

وبينما تتابع دمشق عن كثب هذه اللحظة الدقيقة، يدرك الجميع أن دخول المساعدات وانتشار الأمن لا يكفيان وحدهما لإغلاق جراح اجتماعية وسياسية امتدت لسنوات، وأن الاستقرار الحقيقي يحتاج إلى إجراءات أعمق تتجاوز المعونات المؤقتة.

السويداء اليوم ليست فقط ساحة اختبار للمصالحة الوطنية، بل مرآة تعكس طبيعة اللحظة السورية بكامل تعقيداتها. ففي الوقت الذي تُفتح فيه صناديق الإغاثة، تُفتح معها أبواب الاحتمالات: إما البناء على هذه التهدئة المؤقتة، أو العودة إلى دوامة التوتر المسلّح.. ولا خيار ثالث في الأفق القريب.

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق اليوم| نهاية ماراثون الثانوية العامة 2025.. والتعليم تؤكد: انضباط كامل وجاهزية عالية لليوم الأخير
التالى بالبلدي: تصعيد حوثي في البحر الأحمر.. هل ترد واشنطن؟