أخبار عاجلة

"يوم الصفر".. اختراق عالمي يزلزل الأمن السيبراني الأمريكي

في هجوم ألكتروني بالغ الخطورة، استغل قراصنة ثغرة غير مكتشفة سابقًا في خوادم "مايكروسوفت" لاختراق وكالات حكومية حساسة ومؤسسات حيوية في الولايات المتحدة، في ما وصفته "واشنطن بوست" بـ "هجوم يوم الصفر"، في إشارة إلى استغلال ثغرة لم تكن معروفة حتى لحظة وقوع الهجوم.

ويعتبر هذا النوع من الهجمات الأكثر خطورة في عالم الأمن السيبراني، حيث يُمنح القراصنة وقتًا ذهبيًا قبل اكتشاف الخلل وإغلاقه، ما يسمح لهم بالنفاذ إلى الأنظمة وسرقة البيانات أو تدميرها دون إنذار.

استهداف خوادم "شير بوينت"

الهجوم استهدف خوادم محلية تستخدم نظام "شير بوينت" من مايكروسوفت، والمُستخدمة على نطاق واسع في المؤسسات الحكومية والخاصة لمشاركة المستندات وتنظيمها. ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن الأضرار طالت وكالات فيدرالية، وجامعات، وشركات طاقة، فضلًا عن شركة اتصالات في آسيا.

وأوضح خبراء أمنيون أن عشرات الآلاف من الخوادم حول العالم معرضة للخطر، بينما لم تُصدر مايكروسوفت حتى الآن تحديثًا أمنيًا رسميًا لإغلاق الثغرة، وهو ما أثار قلقًا متزايدًا في أوساط المختصين، ودفع العديد من المؤسسات إلى تطبيق إجراءات طارئة.

مايكروسوفت مجددًا في مرمى الاتهام

هذا الهجوم يعيد إلى الواجهة الجدل حول معايير الأمن الرقمي في أنظمة مايكروسوفت، والتي سبق أن تعرّضت لانتقادات قاسية عام 2023، عندما مكّنت ثغرة مشابهة قراصنة يُشتبه بأنهم من الصين من اختراق البريد الإلكتروني الحكومي الأمريكي.

ورغم محاولات الشركة تعزيز الثقة بخدماتها، يرى مختصون أن الاعتماد الواسع على منتجاتها دون حلول أمنية مستقلة يجعل المؤسسات أكثر عرضة للهجمات المنسقة.

استجابة دولية وتحقيق مشترك

أطلقت الولايات المتحدة، بالتعاون مع كندا وأستراليا، تحقيقًا واسعًا لتحديد مصدر الهجوم. ويُرجح أن تكون جهة مدعومة من دولة مسؤولة عنه، نظرًا لتزامنه وتعدد أهدافه واستخدامه لتقنيات اختراق متقدمة.

وأكدت وكالة الأمن السيبراني الأمريكية أن "الهجوم استهدف خوادم داخلية وليس الخدمات السحابية مثل Microsoft 365"، ما يُفسر نجاة بعض المؤسسات التي اعتمدت البنية السحابية بالكامل.

لحظة يقظة رقمية

ورغم أن هوية الجهة المنفّذة لم تُكشف بعد، فإن التداعيات بدأت بالفعل في التمدد. مؤسسات أمريكية وأجنبية تُعيد تقييم استراتيجيات الحماية، بينما يتسابق المطورون على سدّ الثغرة قبل أن تصبح سلاحًا في أيدي قراصنة آخرين.
في عصرٍ تتحوّل فيه الحروب من ميادين القتال إلى الشيفرات والأكواد، يبدو "يوم الصفر" علامة فارقة في معركة غير مرئية. فالهجوم لم يقتصر على اختراق الأنظمة، بل اخترق أيضًا وهم الأمان الرقمي، في مشهد لا يزال مفتوحًا على المزيد من المفاجآت.

 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق استرداد دون غرامات.. تفاصيل شهادات الادخار الرباعية من بنك فيصل الإسلامي 2025
التالى "تمويلي" أول شركة خدمات مالية في مصر تحصد شهادة حماية العملاء المستوى الذهبي