أكد الدكتور منير البرش، مدير عام وزارة الصحة في قطاع غزة أن الاحتلال الإسرائيلي يمارس سياسات ممنهجة تستهدف النسل الفلسطيني، وذلك من خلال الحصار الشامل ومنع دخول المساعدات الطبية والمكملات الغذائية، ما أدى إلى تدهور بالغ في مؤشرات الصحة العامة، لا سيما فيما يتعلق بالنساء الحوامل والأطفال.
وأضاف: "الاحتلال تعمد منع الرعاية الطبية عن النساء الحوامل، وعرقل وصول المكملات الغذائية الأساسية إليهن، ما أدى إلى انخفاض كبير في معدلات الولادة، بلغ نحو 41% مقارنة بالسنوات السابقة ففي النصف الأول من عام 2025، سجل 17،000 مولود فقط في قطاع غزة، مقابل نحو 29،000 مولود في نفس الفترة من عام 2022".
وتابع: "هذه الإجراءات بأنها تأتي ضمن استراتيجية ممنهجة تستهدف محو النسل الفلسطيني، حيث يستغل الاحتلال ظروف الحرب لتفعيل خطط معدة سلفًا تهدف إلى تقليص النمو السكاني في قطاع غزة".
وأوضح: "هذا النهج يتوافق مع تصريحات إسرائيلية سابقة في مؤتمرات رسمية، من بينها مؤتمر هرتسيليا، التي عبّرت بوضوح عن القلق من التزايد الديمغرافي الفلسطيني، وتوقعت أن يصل عدد سكان غزة وحدها إلى 3 ملايين نسمة بحلول عام 2030، فيما يُتوقع أن يتجاوز عدد الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة 9 ملايين نسمة بحلول 2050".
كما أشار إلى أن الاحتلال قتل أكثر من 17،000 طفل، وأكثر من 9،000 امرأة خلال الحرب، مؤكدًا أن هذه الجرائم لا تقتصر على الاستهداف المباشر، بل تشمل أيضًا تجفيف مقومات الحياة، وتعطيل القدرة على التكاثر الطبيعي، ما يشكل تهديدًا وجوديًا للشعب الفلسطيني.
واختتم: "ما يجري في غزة ليس مجرد عدوان عسكري، بل عملية متكاملة تستهدف "الوجود الفلسطيني" عبر أدوات القتل، والتجويع، والتشويه، والحصار، مشددًا على أن هذه السياسات تتطلب وقفة دولية عاجلة لمحاسبة الاحتلال على جرائمه بحق المدنيين والأجيال القادمة.
