بوابة العرب
السبت 19/يوليو/2025 - 09:03 م
لا يزال هذا الإجراء رمزيًا، لكن الرسالة التي يحملها قوية.. عقب قمة استثنائية حول غزة عُقدت في بوغوتا، كولومبيا، يومي ١٥ و١٦ يوليو، قررت اثنتا عشرة دولة من دول "الجنوب العالمي" فرض حظر شامل على جميع إمدادات الأسلحة والمعدات العسكرية إلى إسرائيل. ويمثل هذا تحولًا سياسيًا ودبلوماسيًا، في الوقت الذي يكافح فيه المجتمع الدولي للاتفاق على عقوبات ملموسة ردًا على العمليات العسكرية في قطاع غزة.
جمعت القمة مجموعة لاهاي، التي أُنشئت في يناير ٢٠٢٥ للدفاع عن القانون الدولي وتطبيقه في مواجهة "احتلال فلسطين". يهدف النص، الذي رعته كولومبيا وجنوب أفريقيا، الرئيستان المشاركتان للمجموعة، إلى "إنهاء حقبة الإفلات من العقاب" في غزة. ويشمل حظرًا على أي تصدير أو بيع أو نقل للأسلحة والذخائر والمعدات العسكرية والسلع ذات الاستخدام المزدوج إلى إسرائيل.
نصّت القرارات أيضًا على منع عبور أو رسو أو صيانة أيّ سفينة يُشتبه في نقلها أسلحة إلى إسرائيل في الموانئ. كما تلتزم الدول الموقعة برفض استخدام الأموال العامة التي من شأنها أن تُسخّر، بشكل مباشر أو غير مباشر، لاحتلال الأراضي الفلسطينية. كما أعربت الدول عن عزمها على محاسبة إسرائيل على "الجرائم الجسيمة" المرتكبة على الأراضي الفلسطينية.
تشمل الدول الموقعة على البيان حوالي نصف الدول الثلاثين المشاركة في القمة، بما في ذلك بوليفيا وكوبا وإندونيسيا والعراق وليبيا وماليزيا وناميبيا ونيكاراجوا وعُمان وسانت فنسنت وجزر جرينادين. هذه الدول ليست من كبار موردي الأسلحة لإسرائيل، لذا يبقى الأثر الفوري لهذا القرار محدودًا. مع ذلك، أكد الموقعون على رغبتهم في تجاوز مجرد الخطابة وتوجيه رسالة قوية لدعم الشعب الفلسطيني. ويستندون في موقفهم إلى الرأي الاستشاري الصادر عن محكمة العدل الدولية في ١٩ يوليو ٢٠٢٤، والذي أقر بأن الاحتلال الإسرائيلي ينتهك القواعد الأساسية للقانون الدولي. ويحث هذا القرار الدول على عدم دعم هذا الوضع غير القانوني، ويمهد الطريق لتطبيق العقوبات بموجب قوانينها الوطنية. إلى جانب الرئيس الكولومبى جوستافو بيترو والوزير الجنوب أفريقي رونالد لامولا، الذي ترأس الفعالية، تحدثت المقررة الخاصة للأمم المتحدة، فرانشيسكا ألبانيزي، خلال القمة، منددةً بالشلل العالمي في مواجهة المجازر في غزة. وأكدت أن "تجنب وصف الوضع الراهن بالإبادة الجماعية يُعدّ في حد ذاته موقفًا سياسيًا".
