belbalady.net كشف الإعلامي مصطفى بكري عن تفاصيل زيارته الأخيرة إلى مسقط رأسه في محافظة قنا، مؤكدًا أن العودة إلى بيته القديم كانت مليئة بالمشاعر المتداخلة بين الحنين والحزن، حيث أعادت له كل زاوية من زواياه تفاصيل صنعت ملامح طفولته وبداية رحلته مع الحياة.
وقال بكري، خلال حديثه في برنامجه "حقائق وأسرار" المذاع على قناة صدى البلد، مساء الجمعة، "الأسبوع الماضي كنت في زيارة إلى بلدي قنا، ومضيت إلى بيتنا الذي عشت فيه أجمل الأيام.. هنا كان مولدي، ومن هنا كنت أنطلق إلى مدرستي الابتدائية، طفلًا يحلم بعالم بسيط، دون أي توازنات معقدة".
بيت الطين وطن لا يُنسى
ووصف بكري بيته القديم بأنه لم يكن مجرد جدران من طين اللبن، بل كان "حصن الأمان والرحمة قبل الكلام"، موضحًا أن غرفته البسيطة كانت مسرحًا لأحلامه الأولى، وفيها انطلقت مخيلته تحلق على وقع كلمات جده عن "مصر المحروسة" و"القاهرة الزجاجية" و"العتبة الخضراء".
وأضاف: "كنت أتابع أحاديث الكبار، وأبني في داخلي عوالم لم أرها، لكني عشتها في خيالي... وحديقة الحيوان التي كنا نختم بها زياراتنا إلى القاهرة، كانت بالنسبة لي أشبه برحلة وداعٍ لا تُنسى".
حنين الجميزة ورائحة الخبز
وتوقف بكري عند مشاهد لا تُمحى من ذاكرته، مؤكدًا أن الشوق ما زال يسكنه لأشجار الجميزة والنخيل، ولرائحة العيش الشمسي الذي كانت والدته تخبزه في فناء المنزل، قائلًا:
"مكان الفرن ما زال باقيًا كأنه أثر من زمن مضى... صوت أبي، وحديث أمي مع إخوتي الصغار، كلها محفوظة في جدران البيت".
البيت الوطن الأول والأخير
واختتم بكري حديثه بتأمل عاطفي: "البيت هو القلب الذي كنت أخلعه على الأعتاب وأغادر... هو وطني الصغير، حصني الأخير. والدموع التي انهمرت عند مغادرته لم تكن ضعفًا، بل غسلًا للألم كي لا يثقل الروح".
وأكد أن العودة إلى الأصل، حيث نشأ وبدأت رحلته، تمنحه طاقة لا تنضب، قائلًا: "هناك، في بيتي، بدأتُ وحققتُ، ورسمتُ ملامح مستقبلي... وسيبقى موطني الأبقى، رغم تغيّر المدن والمنازل".
إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"
المصدر :" الفجر "