في سعينا الدائم نحو التميز المهني، لا يقتصر النجاح على تحقيق الأهداف الوظيفية فحسب، بل يمتد ليشمل بناء علاقات قوية مع المدير والزملاء، والوصول إلى هذا التوازن الدقيق يتطلب فهمًا عميقًا لديناميكيات مكان العمل، والتزامًا بالمهنية، وذكاءً اجتماعيًا، فكيف يمكن للمرء أن ينجح في عمله، ويكسب ثقة مديره، ويحظى بتقدير زملائه في آن واحد؟.
إن الاحترافية هي أساس كل شيء. حافظ على حدود واضحة بين الصداقة والعلاقات المهنية كن إيجابيًا ومتحمسًا، وحافظ على روح الدعابة عندما يكون ذلك مناسبًا ، تذكر أن بناء الثقة والتقدير يستغرق وقتًا وجهدًا مستمرين، ولكنه استثمار يعود بالنفع على مسيرتك المهنية وصحتك النفسية على المدى الطويل.
إن النجاح في العمل واكتساب ثقة المدير وحب الزملاء ليس وصفة سحرية، بل هو نتيجة لمجموعة من السلوكيات والمواقف المتكاملة. بالاجتهاد، والمسؤولية، والذكاء الاجتماعي، يمكنك بناء مسار مهني مزدهر ومُرضٍ على جميع الأصعدة.
بناء أسس النجاح المهني
من جانبه قال استشاري الطب النفسي الدكتور أحمد سعيد لـ"البوابة نيوز" : غالبًا ما ينبع الإحباط المهني من الشعور بالجمود ولكن السعي المستمر للتطوير الذاتي لا يعزز فرصك في الترقي فحسب، بل يساهم أيضًا في صحتك النفسية عبر إحساسك بالإنجاز والنمو ، ويبدأ النجاح في العمل من الاجتهاد والمبادرة، لا تكتفِ بأداء المهام المطلوبة منك، بل ابحث عن فرص للمساهمة بشكل أكبر وأظهر دائمًا استعدادك لتعلم مهارات جديدة وتحمل مسؤوليات إضافية.
كسب ثقة المدير مفتاح التقدم
وأضاف : ثقة المدير هي حجر الزاوية للتقدم المهني، كسب ثقة المدير مفتاح التقدم و لكسب هذه الثقة، يجب أن تكون موثوقًا ومسؤولًا. التزم بالمواعيد النهائية، وقدم عملًا عالي الجودة باستمرار. كن استباقيًا في التواصل بشأن أي تحديات قد تواجهك، وقدم حلولًا بدلاً من مجرد عرض المشكلات. الشفافية والصدق في تعاملاتك تعززان هذه الثقة، المدير، مثل أي شخص آخر، يقدر الاستقرار والوضوح عندما تكون مصدرًا للمعلومات الدقيقة والحلول، فإنك تقلل من حالة عدم اليقين لديه، مما يجعلك شريكًا موثوقًا به."
كسب حب الزملاء بيئة عمل إيجابية
وتقول الطبيبة النفسية الدكتورة مروة يوسف ل" البوابة نيوز " : إن كسب حب الزملاء بيئة عمل إيجابية والمبادرة في تقديم الأفكار والمساهمة في استراتيجية الفريق أو الشركة تُظهر تفكيرًا استراتيجيًا والتزامًا بنجاح المؤسسة ككل، مما يزيد من تقدير مديرك لك وتُعد العلاقات الجيدة مع الزملاء ضرورية لبيئة عمل صحية ومنتجة. لكسب حب زملائك وتقديرهم، كن متعاونًا وداعمًا. قدم المساعدة عندما تراها ضرورية، وكن مستعدًا لتبادل المعرفة والخبرات وتجنب النميمة والانتقادات الهدامة، وركز على بناء جسور التواصل الإيجابي.
واوضحت : ان البشر كائنات اجتماعية بطبيعتها، ومكان العمل ليس استثناءً إن الدعم المتبادل والتفهم يخلقان جوًا من الثقة والانتماء. عندما يشعر زملاؤك أنك بجانبهم، فإنهم سيبادلونك نفس الشعور، كما أن احترام الاختلافات في الآراء وأساليب العمل يُعد أمرًا بالغ الأهمية. استمع بإنصات لوجهات نظر الآخرين، حتى لو اختلفت معها. حافظ على التواضع وتجنب التباهي بإنجازاتك. احتفل بنجاحات زملائك وقدم لهم التهنئة الصادقة.
الموازنة بين الأداء والعلاقات
فى ذات السياق قالت استاذة علم النفس بجامعة القاهرة الدكتورة سارة محمود لـ"البوابة نيوز " :الموازنة بين الأداء والعلاقات هى السر والخطأ الشائع هو الاعتقاد بأن النجاح الفردي يأتي على حساب العلاقات، أو العكس ولكن الحقيقة هي أن النجاح الحقيقي ينبع من التكامل بين الاثنين، الشخص القادر على تحقيق التوازن بين الأداء المتميز وبناء علاقات قوية هو الشخص الأكثر قدرة على تحقيق النمو المستدام.
وأضافت: الذكاء العاطفي هو المفتاح هنا. القدرة على فهم مشاعرك ومشاعر الآخرين، وإدارة التفاعلات الاجتماعية بفعالية، تسمح لك بالتنقل في تعقيدات مكان العمل بنجاح.
