أزمة تجنيد الحريديم تؤجل سفر نتنياهو إلى واشنطن عدة ساعات

في ظل الأزمات السياسية الداخلية المتلاحقة التي تواجه حكومة الاحتلال الإسرائيلي، تبرز قضية تجنيد الحريديم كأحد أبرز الملفات المثيرة للجدل، والتي تتسبب في خلافات حادة داخل المجتمع الإسرائيلي وبين الأحزاب الدينية والعلمانية على حد سواء. 

وتأتي هذه الأزمة في توقيت حرج، مع استعداد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للسفر إلى واشنطن لإجراء مباحثات مهمة مع الإدارة الأمريكية حول الملفات الإقليمية والأمنية، إلا أن التوترات الداخلية دفعت نتنياهو لاتخاذ قرار بتأجيل سفره لعدة ساعات لمتابعة هذه القضية.

ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قرر تأجيل مغادرته إلى العاصمة الأمريكية واشنطن لساعات إضافية، على خلفية الأزمة المتصاعدة بشأن تجنيد "الحريديم" في الجيش الإسرائيلي، بعد تصاعد الضغوط الداخلية والمظاهرات الرافضة لأي محاولة لإلزامهم بالخدمة العسكرية الإلزامية.

من هم الحريديم ؟

ويُعرف "الحريديم" بأنهم تيار ديني يهودي أرثوذكسي متشدد، يلتزم أتباعه بالدراسة الصارمة للتوراة والتمسك بالتقاليد اليهودية القديمة، ويرفضون الانخراط في العديد من مظاهر الحياة الحديثة، حيث يعيشون في مجتمعات منغلقة نسبيًا ويركزون على التدين المتشدد والالتزام الصارم بالشريعة اليهودية "الهالاخا" في جميع جوانب حياتهم اليومية. ويتمركز وجودهم بشكل رئيسي في إسرائيل والولايات المتحدة، حيث يشكلون شريحة مؤثرة سياسيًا واجتماعيًا في المشهد الإسرائيلي.

ويمثل ملف تجنيد الحريديم تحديًا مستمرًا أمام الحكومات الإسرائيلية، حيث يرفض هؤلاء الشباب الالتحاق بالخدمة العسكرية الإلزامية أسوة ببقية فئات المجتمع الإسرائيلي، معتبرين أن دراسة التوراة واجب ديني يسمو على الخدمة العسكرية. 

ويعد هذا الملف قضية خلافية كبيرة داخل إسرائيل، خاصة في ظل الضغوط التي تمارسها الأحزاب الدينية المتشددة للحفاظ على إعفاء شبابهم من التجنيد، في مواجهة مطالب الأحزاب العلمانية بالمساواة في تحمل أعباء الدفاع عن الدولة.

ويأتي قرار نتنياهو بتأجيل سفره في محاولة لإدارة الأزمة والبحث عن حلول وسط تحفظ على تماسك حكومته التي تواجه تحديات على الصعيدين الداخلي والخارجي، في وقت حساس يشهد توترات أمنية وسياسية على أكثر من جبهة.