قال الدكتور خالد شلتوت، الباحث بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف، إن أخطر ما تروج له التنظيمات المتطرفة في زمن الأزمات النفسية والاجتماعية والاقتصادية هو تصوير الموت كأنه طريق النجاة الوحيد، وتفريغ الحياة من معناها الحقيقي الذي حدده الإسلام في عمارة الأرض والخلافة فيها.
وأوضح شلتوت، خلال حلقة برنامج "فكر"، المذاع على قناة الناس، اليوم الجمعة، أن الخطاب المتطرف يتسلل إلى النفوس المتعبة والمُحبطة ليُسوق للآخرة باعتبارها مهربًا من الواقع بدلًا من بناء هذا الواقع وإصلاحه، فيُقدّم الجنة كتعويض عن الفشل الدنيوي، ويُشيطن النجاح والعمل المدني، بل ويُصور الاستشهاد بديلاً عن النجاح في الحياة.
وأضاف أن هؤلاء المتطرفين يوظفون نصوصًا دينية في غير موضعها الصحيح، مثل قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ}، وقوله: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُور}، فيُفسرونها تفسيرًا مغلوطًا يخدم فكرة الهروب من الدنيا بدلًا من الإعمار الذي أمر الله به.
وأكد الباحث بمرصد الأزهر أن التطرف يُحرف مفهوم الجهاد من معناه الحقيقي كدفاع عن المستضعفين وكجهاد للنفس، ليجعله مجرد قتال انتحاري باسم الدين، معتمدًا على استغلال الأزمات الشخصية والاجتماعية والفقر والشعور بالظلم لتحفيز الأفراد على كراهية المجتمع وتقديس العنف.
وأشار إلى أن مواجهة هذا الفكر لا بد أن تكون عبر تصحيح المفاهيم الدينية، والتأكيد على أن الإسلام يدعو لبناء الحياة وإعمار الأرض، وأن الجنة لا تُنال بالتفريط في الواجبات الدنيوية ولا بتدمير الذات والآخرين، مشددًا على أن الخطاب الديني الوسطي هو الحصن الحقيقي أمام هذه الموجات المتطرفة.
" title="تسويق الفكر المتطرف للآخرة كمهرب من الواقع وتحدياته... خالد شلتوت يُوضح" frameborder="0">
إخلاء مسؤولية إن موقع عاجل نيوز يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.