أنهت فرنسا رسميًا، أمس الخميس، وجودها العسكري الدائم في السنغال، بعد أن سلمت آخر قواعدها العسكرية للسلطات السنغالية خلال حفل رسمي أُقيم في العاصمة داكار، لتُطوى بذلك صفحة امتدت لـ65 عامًا من التواجد العسكري الفرنسي في البلاد.
سلم الجيش الفرنسي معسكر "جيلي" أكبر قواعده العسكرية في السنغال، إضافة إلى منشأة جوية مجاورة، إلى الحكومة السنغالية، وذلك خلال مراسم رسمية أقيمت في العاصمة داكار.
ووصف الجنرال باسكال ياني، قائد القوات الفرنسية في إفريقيا، عملية التسليم بأنها تشكل مرحلة جديدة في العلاقات العسكرية بين البلدين، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار قرار فرنسا بإنهاء وجودها العسكري الدائم في غرب ووسط إفريقيا.
وأضاف ياني أن العملية تُجسّد احترامًا لرغبة السلطات السنغالية في عدم الإبقاء على قوات أجنبية دائمة على أراضيها، مؤكدًا التزام باريس بمواصلة التعاون الدفاعي في إطار شراكة متجددة تقوم على التدريب والدعم الفني بدلًا من الوجود العسكري المباشر.
أكد رئيس أركان الجيش السنغالي، الجنرال مباي سيسيه، أن انسحاب القوات الفرنسية من البلاد يُعد خطوة داعمة لاستراتيجية الدفاع الجديدة للسنغال، والتي تهدف إلى تعزيز استقلالية القوات المسلحة، والمساهمة في إرساء السلام على المستويين الإقليمي والدولي.
وأشار سيسيه إلى أن الهدف الأساسي من هذه الاستراتيجية يتمثل في ترسيخ قدرات الجيش الوطني بعيدًا عن أي وجود عسكري أجنبي دائم.
وجاءت هذه التصريحات خلال مراسم رسمية اختتمت عملية انسحاب استمرت ثلاثة أشهر لنحو 350 جنديًا فرنسيًا، بدأت في مارس الماضي، وشملت تسليم القواعد العسكرية الفرنسية، وعلى رأسها معسكر "جيلي" في العاصمة داكار.
وكانت فرنسا قد احتفظت بوجود عسكري دائم في السنغال منذ استقلالها عام 1960، استنادًا إلى اتفاقيات تعاون عسكري موقعة بين الجانبين.
ويأتي الانسحاب استجابةً لقرار الرئيس السنغالي باسيرو ديوماني فاي، الذي أعلن العام الماضي عن ضرورة إنهاء وجود القواعد العسكرية الأجنبية في البلاد، معتبرًا أن السيادة الوطنية تتنافى مع استمرار أي تواجد عسكري أجنبي على الأراضي السنغالية.



