في زمن تتسارع فيه التحولات نحو الطاقة النظيفة، تُطل علينا فورد برونكو EV من الشرق، لا كمجرد سيارة، بل كوحش كهربائي مهيب خرج من رحم الأسطورة الأمريكية بحلّة صينية الطابع.
ملامح برية وتصميمًا كلاسيكيًا وتكنولوجيا متقدمة
إنها ليست فقط مركبة، بل إعلان ثورة في عالم سيارات الدفع الرباعي... سيارة تحمل ملامح برية وتصميمًا كلاسيكيًا وتكنولوجيا متقدمة، لكنها للأسف محجوزة فقط للسوق الصينية. فهل تركتنا فورد نحلم من بعيد؟
كشفت شركة فورد عن سيارتها الجديدة برونكو نيو إنرجي EV، وهي نسخة كهربائية بالكامل من سيارة الطرق الوعرة الشهيرة، لكنها هذه المرة تكتسب طابعًا مختلفًا كليًا… صينيًا. ففي شراكة بين فورد وشركة "جيانجلينغ موتورز" الصينية، تم تطوير هذا الطراز الجريء ليغزو السوق الأكثر تشبعًا بالسيارات الكهربائية في العالم، الصين، ويظل بعيدًا عن متناول الأسواق الغربية.
يجمع بين محرك بنزين ومحرك كهربائي
السيارة تأتي بطرازين رئيسيين: الأول كهربائي بالكامل مزوّد ببطارية بسعة 105.4 كيلووات/ساعة بمدى يصل إلى 650 كم، والثاني بمدى موسع (EREV) يجمع بين محرك بنزين ومحرك كهربائي، ويوفر مدى إجمالي مذهل يصل إلى 1220 كم. كل ذلك مع تصميم ضخم يبلغ طوله خمسة أمتار تقريبًا ووزن يتجاوز طراز "برونكو رابتور" نفسه.
لكن برونكو الجديدة ليست مجرد أرقام ومواصفات، بل تعكس التقاء عراقة التصميم الأمريكي بروح الابتكار الصينية. تصميمها يحمل بصمات البرية الكلاسيكية، من الشبك الأمامي المستوحى من طرازات الماضي إلى العجلة الاحتياطية الخلفية، لكنه يعانق الحداثة بمزايا مثل مستشعرات LiDAR وأنظمة القيادة الذاتية.
وبرغم كونها تحفة تقنية ومنافسة في السعر – يتراوح بين 38,000 إلى 50,000 يورو – قررت فورد حصرها في السوق الصينية، متجاهلة الغرب الذي لا يزال يحنّ لمحركات البنزين التقليدية، والقرار أثار تساؤلات، وربما خيبة أمل لدى عشاق السيارة في أوروبا وأمريكا.
فورد برونكو EV هي بمثابة رسالة: "نعم، نستطيع إعادة اختراع الأيقونة، لكن ليس للجميع." في النهاية، تبقى هذه السيارة حلمًا كهربائيًا جميلاً، محصورًا في جغرافيا لا تطالها عجلاتنا... بعد.
