في مشهد مأساوي هز العراق، اندلع حريق هائل في أحد أكبر المراكز التجارية بمدينة الكوت ليل الثلاثاء، ما أسفر عن مقتل وإصابة نحو 50 شخصاً، وفق ما أعلنت عنه السلطات المحلية.
ومع تداول مقاطع فيديو توثق لحظات اندلاع النيران وانتشارها داخل المبنى، ارتفعت الأصوات الغاضبة مطالبة بمحاسبة المسؤولين عن الإهمال وسوء الإجراءات الوقائية.

حرائق العراق.. النيران تبتلع ستة طوابق بمركز تجاري
وبحسب المعلومات الأولية التي نشرتها وكالة الأنباء العراقية (واع) وتقارير وكالة "فرانس برس"، فقد اندلع الحريق في الطابق الأول من المبنى المؤلف من ستة طوابق، قبل أن يمتد بسرعة كبيرة إلى كافة أدوار المبنى، ملتهماً البضائع والمحال التجارية، ومخلفاً عشرات الضحايا، بين قتلى ومصابين.
المياحي يعلن الحداد.. وتحقيق عاجل في الأسباب
محافظ واسط، محمد جميل المياحي، أعرب عن حزنه العميق للحادث المروع، وأعلن في بيان رسمي الحداد لمدة 3 أيام في عموم المحافظة، تضامناً مع أسر الضحايا.
وأكد أن الجهات المعنية باشرت التحقيقات لكشف ملابسات الحريق، متعهداً بإعلان النتائج الأولية خلال 48 ساعة.
وأضاف المياحي أن السلطات شرعت في إقامة دعاوى قضائية ضد مالك المبنى وإدارة المركز التجاري، على خلفية ما اعتُبر إهمالاً في إجراءات السلامة والأمان.
شهادات من قلب المأساة: النيران أسرع من الإنقاذ
أفاد وسائل الإعلام العراقية نقلا عن شهود عيان بأن الحريق بدأ ليلاً بينما كان المركز يضم عدداً من العاملين والمتسوقين، مما صعّب عمليات الإخلاء. وقال أحد المتواجدين لحظة الحادث: لم يكن هناك مخارج طوارئ واضحة، وكل شيء حدث بسرعة رهيبة، النيران انتشرت بشكل مفزع، مضيفاً أن فرق الدفاع المدني واجهت صعوبة بالغة في السيطرة على ألسنة اللهب بسبب ارتفاع المبنى وضيق الطرق المؤدية إليه.
حرائق تتكرر في العراق.. هل باتت المأساة موسمية؟
تأتي هذه الحادثة المؤلمة في ظل سلسلة من الحرائق التي اندلعت مؤخراً في عدة مناطق عراقية، تزامناً مع ارتفاع درجات الحرارة بشكل كبير. فقد سجلت محافظات متعددة، من بينها بغداد والبصرة والنجف، حرائق مشابهة في متاجر ومخازن وأسواق شعبية، ما يثير تساؤلات جدية حول مدى فاعلية أنظمة الوقاية والسلامة العامة في المنشآت التجارية.
غضب شعبي ومطالب بالمحاسبة
أثارت الكارثة موجة من الغضب الشعبي على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب ناشطون بضرورة فتح ملفات الفساد والتقصير في تطبيق معايير الأمان، وتفعيل الرقابة على الأبنية التجارية. كما نددوا بتكرار مثل هذه الحوادث التي غالباً ما تُطوى دون محاسبة حقيقية.
مدينة تحت الصدمة
بين الحداد الشعبي والأسى الذي خيم على محافظة واسط، في العراق يبقى العراقيون بين نيران تغير المناخ والحرائق وشدة الحرارة وبين تصاعد حدة التوترات الإقليمية