أخبار عاجلة
نتيجة الثانوية العامة 2025 على كشكول قريبًا -

«المسيحيون العرب».. كتاب يوثّق إسهامات حضارية ويصحح الصور النمطية

«المسيحيون العرب».. كتاب يوثّق إسهامات حضارية ويصحح الصور النمطية
«المسيحيون العرب».. كتاب يوثّق إسهامات حضارية ويصحح الصور النمطية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يسلط كتاب «المسيحيون العرب: سيرة ومسيرة» للباحث عماد توماس الضوء على الدور الحيوي للمسيحيين العرب في تشكيل ملامح الحضارة العربية، ويهدف إلى تصحيح الصورة النمطية عنهم، من خلال توثيق إسهاماتهم في مجالات متنوعة كالفلسفة، والطب، والأدب، والعلوم، والترجمة. لا يكتفي المؤلف بتأريخ تلك الإسهامات، بل يسعى لإلهام الأجيال الجديدة وربطها بجذورها الثقافية والمعرفية.
 

تقديم نقدي وتحليلي من شخصية بارزة

في تقديمه للكتاب، وصف الدكتور أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية، العمل بأنه دراسة تحليلية ونقدية نادرة من نوعها، تقدم صورة تاريخية متكاملة لعشرين شخصية مسيحية عربية أثرت في الفكر والحضارة. وأشاد بالطرح المتوازن الذي اختاره المؤلف، مبتعدًا عن الجدالات الطائفية، ومؤكدًا على فرادة هذا العمل في المكتبة العربية.

 

المقدمة: نداء لاستعادة الذاكرة الجمعية

في مقدمة الكتاب، يؤكد عماد توماس أن المسيحيين العرب ظلوا على هامش الكتابات التاريخية رغم مساهماتهم الجوهرية في الحضارة العربية. ويقول إن هذا الكتاب محاولة لإعادة الاعتبار لسيرٍ لم تحظ بالاهتمام المستحق، ولتراثٍ وُلد عربيًا وكتب بلغة الضاد، لكنه أُغفل في السرديات الرسمية.
 

شخصيات ملكانية: البداية من الرها

 

ينطلق الكتاب من مدينة الرها في العراق، مع سيرة ثاودُورُس أبو قُـرَّة، أول لاهوتي يكتب بالعربية في القرن التاسع، ثم ينتقل إلى دمشق حيث يَحْيَى الدمشقي، أحد أعلام اللاهوت الشرقي.

النساطرة: علماء وفلاسفة ومترجمون

يغوص المؤلف في عالم النساطرة، حيث يبرز إيليّا النَّصيبينىّ، المعروف بحواراته الفكرية مع مسلمي عصره، وأبو الفرج بن العبري، الذي دمج التصوف المسيحي بالفكر العربي، وعبد الله ابن الطيب الطبيب والفيلسوف في بغداد، وحنين بن إسحاق شيخ المترجمين العرب.
 

كما يتوقف الكتاب عند عبدِ يشوع الصُّوباوى، صاحب الأناجيل المسجعة، وعمار البصري، أول من وضع لاهوتًا منظّمًا بالعربية. أما قُسطَا بن لوقا، فقد كتب أول دليل صحي للحج، مجسدًا روح التعايش بين الأديان.
 

اليعاقبة: العصر الذهبي للغة العربية المسيحية
 

في القسم الأخير، يسلط المؤلف الضوء على شخصيات من التيار اليعقوبي، بدءًا من ابن كاتب قيصر، واضع قواعد اللغة القبطية، وصولًا إلى عائلة أولاد العسال، الذين ساهموا في إرساء اللغة العربية كلغة لاهوتية وثقافية داخل الكنيسة.


 وتتوالى السير: المكين جرجس بن العميد، مؤرخ الدولة الأيوبية والمماليك؛ وبطرس السدمنتي، المفكر الروحاني ولاهوتي الفيوم؛ وبولس البوشي، الذي كاد أن يصبح بطريركًا، لما له من ثقل علمي ولاهوتي.

 

ويختم المؤلف رحلته بسيرة ساويرس بن المقفع، أول قبطي يكتب بالعربية، مؤكدًا أن اللغة لم تكن مجرد وسيلة، بل جسرًا ثقافيًا وروحيًا عبَر به المسيحيون العرب إلى قلب الحضارة العربية.

 

تراث ضائع يستحق الاسترداد

بحسب المؤلف، فإن التراث المسيحي العربي يعاني من التهميش رغم عمقه وغزارته. ويأمل أن يكون هذا العمل دعوة لإعادة النظر في التاريخ المشترك بين المسيحيين والمسلمين العرب، بعيدًا عن التصنيفات الطائفية.
 

رسالة الكتاب: نحو فهم مشترك وهوية شاملة

لا يكتفي عماد توماس بتوثيق الماضي، بل يقدم رسالة واضحة: التعدد ليس ضعفًا، بل ثراء. والمسيحيون العرب ليسوا أقلية هامشية بل شركاء في الحضارة، وكتاباتهم، إن أُعيد قراءتها، قد تفتح بابًا لحوار حقيقي يعزز الوحدة والانتماء.


 

 

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق بعد تداول فيديو الواقعة.. حبس المتهم بتهديد جيرانه بسلاح أبيض في الفيوم 4 ايام
التالى أحمد الجفالي يقترب من الرحيل عن صفوف الزمالك.. تفاصيل