نظم المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي برئاسة الأنبا إرميا الأسقف العام ورئيس المركز، ندوة "كاتب وكتاب" بعنوان "فخ العسل والموت في بلاط صاحبة الجلالة"، للكاتبة الصحفية حنان أبو الضياء، وأدار الندوة الكاتب الصحفي ميلاد حنا، مساعد رئيس تحرير جريدة "المصري اليوم".
وقال ميلاد حنا، في ندوتنا المتجددة "كاتب وكتاب"، نحتفي اليوم من قلب المركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي بإصدارٍ استثنائي، وبكاتبة اختارت أن تُنير بقلمها جانبًا قلّما يُروى، وأضاف : " كتابٌ لا يكتفي بسرد حكايات صحفيات خضن غمار الحروب والكوارث، بل يفتح لنا نافذة على الشجاعة، والمخاطرة، والإيمان العميق بدور الكلمة في أحلك لحظات العالم، تأخذنا كاتبته عبر صفحاته في رحلة بين قصص نساء نذرن أنفسهن للحقيقة".
وأكد على حرص المركز الثقافي الاحتفاء بدور الصحفيات والكتاب الذي يأخذنا عبر صفحاته في رحلة بين قصص نساء نذرن أنفسهن للحقيقة.
وقالت الكاتبة الصحفية حنان أبو الضياء كلمتها بأنها عادةً ما تبدأ بالعنوان، الذي تعتبره البذرة الأولى للفكرة، ثم تنسخ حول النص. لكن في هذا العمل، كانت الكلمات تسبق، المشاعر وتقودها دون عنوان. وحين انتهت، عرفت أن اسمه هو 'فخ الموت والعسل "... وكأن النص كله كان يبحث عن اسمه حتى وجد نفسه
وأضافت، أنها كانت تشعر بتخوّف كبير في البداية من خوض تجربة النشر، خاصة ما يتعلق بتحديد دار نشر أو أن تجد من يهتم من الوسط الصحفي بما تكتبه، معتبرة أن خطوة إخراج الكتاب إلى النور لم تكن سهلة، لكنها جاءت محمّلة بالإصرار والثقة في الكلمة.ووجّهت شكرها لدار "الإنسان" الذي نشر العمل، قائلة: إنها لم تكن مجرد جهة نشر، بل شعرت بأنني شريكة فيها، بالمحبة.
وأوضحت أبو الضياء أن فكرة كتابها "فخ الموت والعسل" وُلِدت من علاقتها العميقة بالكتابة، وتحديدًا من عشقها للصفحة، مؤكدة أن الصفحة بالنسبة لها لم تكن يومًا مجرد مساحة بيضاء، بل كانت عالمًا خاصًا، لا يمكن لمن يقع في عشقه أن يغادره بسهولة.
ومشيرةً أن من يقع في عشق الصفحة لا يستطيع أن يخرج منها، كما أشارت إلى أن الصفحة ما زالت موجودة، رغم كل التغيرات والتحوّلات الرقمية، مؤكدة أن هناك صحفيين كثيرين ما زالوا يدركون قيمتها، ويعاملونها كـ"مساحة حقيقية للسرد والصدق"، لا مجرد مكان للنسخ واللصق كما يظن البعض.وتابعت:"الكتابة أنها ما زالت حية، وهناك صحفيون ما زالوا يحملون روح الصحافة .
روحه أدبية
وأكدت أن كتابها، وإن كان ينتمي للأدب، فإنه يحمل نفسًا صحفيًا حاضرًا بقوة، خاصة في قدرته على التقاط التفاصيل، وتوثيق اللحظة دون أن يفقد حسّه الإنساني.وتوقّفت الكاتبة عند شخصية "مرثا"، إحدى شخصيات الكتاب الرئيسية، قائلة: "مرثا ليست فقط شخصية في النص، بل هي مرآة لكل إمرأة عانت، وخسرت جزءًا من نفسها، لكنها رغم ذلك ظلّت واقفة. كما أشارات إلى عدد من الشخصيات الصحفية الإنسائية كيف أن المرأة لها دور قوي ومهم"
وأشارت "حنان" إلى إنّها دائمًا ما تميل، عند اختيار شخصياتها في الكتابة، إلى الجانب الإنساني فيها، موضحة أن هذا الميل هو امتداد لطريقتها في التعامل مع الصفحة ذاتها، باعتبارها كائنًا حيًا، لا مساحة جامدة من الورق.
وخلال الندوة طرح المشاركين اسئلة حول عدم اختيار شخصيات مصرية أوعربية وماهي المعايير التي تم من خلالها اختيار الشخصيات في الكتاب؟.
وتمنى البعض الكتابة عن أمينة شفيق وهدى شعراوي وشرين أبوعاقلة، وتمنى الجميع أن يتم تطعيم الكتاب بهن.
وعقبت "حنان " على هذه الأسئلة بأنها وضعت أساس معين للكتاب، وأنها تقدم الشخصية الكاملة حياتها الخاصة بجانب إبداعها وشغلها وإنجازاتها، فجميع الشخصيات التي تم ذكرها من قبلكم لا يمكن أن يحكوا حياتهم الخاصة والشخصية، فتميل الكاتبة في أي كتاب لإيضاح الجانبيين السلبي والإيجابي، فعلى سبيل المثال أستاذة سامية كانت مراسلة صحفية فهي لم تكن صاحبة رؤية ولم تكن تقدم وجهة نظرها.
ومن جانبها أعربت إنجي مراد محامية وعضو مجلس نواب سابق عن حيرتها من عنوان فخ العسل والموت في بلاط صاحبة الجلالة، موضحةً أننا قد نجد أنفسنا في فخ أو نعيم من خلال الصحافة، منوهةً إلى أن العنوان بالنسبة لها تضمن ثلاثة تقسيمات هي حب الكاتبة الشديد في إظهار الحقيقة، و قدرة المرأة وروح التزام وقوة الدفع.
وفي ختام كلمتها قدمت دعوة للكاتبة الصحفية حنان أبو الضياء بتبني كتاب عن المرأة المصرية التي ليس لها مثيل.
ووجه الكاتب الصحفي نجم الدين الكاتب المتخصص في العلاقات الدولية التحية للمركز الثقافي القبطي الأرثوذكسي وصالونه المحترم والفخم الذي يعتبره رئة للفكر والثقافة، وقال : شكرا إلى هذا المكان وللقائمين عليه، كما وجه التحية للأستاذة حنان على هذا الجهد، فهذا الكتاب ليس كتابًا فقط فهو مرجع، فهناك خلط كبير في النقاش بين هذا الكتاب الذي يعتبر نافذة دولية نجحت صحفية مصرية في أنها تفتح هذه النافذة، فأولى مزايا هذا الكتاب أنه فتح المجال للمعرفة والنقاش، فهذا الكتاب ليس رأي من الكاتب بل هو تاريخ لحالات بعينها، فأولئك الصحفيات كانوا في وقت المهنة تعتمد فيه على الاجتهادات، فيجب عدم الخلط بين هذا الكتاب العظيم الذي يعتبر تاريخ لحالات بعينها وبين الوضع الحالي، وموضحًا أن هذه البداية الرائعة تدفع الآخرين وتفتح الباب للآخرين ليس لانتقاد هذا العمل بل لإبداعات آخرى.