ألقى قداسة البابا تواضروس الثاني عظته الأسبوعية في اجتماع الأربعاء مساء اليوم من الكنيسة المرقسية الكبرى بالإسكندرية، وبُثت العظة عبر القنوات الفضائية المسيحية وقناة C.O.C التابعة للمركز الإعلامي للكنيسة على شبكة الإنترنت.
وصلى قداسته صلوات العشية، بمشاركة صاحبي النيافة الأنبا باڤلي الأسقف العام لكنائس قطاع المنتزه، والأنبا هرمينا الأسقف العام لكنائس قطاع شرق الإسكندرية، والقمص أبرآم إميل وكيل عام البطريركية بالإسكندرية والآباء كهنة الكنيسة وعدد من مجمع كهنة الإسكندرية، وخورس الشمامسة وأعداد كبيرة من شعب الكنيسة الذين امتلأت بهم الكنيسة.
كما شارك في العشية وحضور الاجتماع نيافة الأنبا أرشليدس الأسقف العام.
تكريم أوائل الإعدادية
وبعد انتهاء صلوات العشية كرّم قداسة البابا أوائل الشهادة الإعدادية في احتفالية نظمتها الأمانة العامة لخدمة إعدادي بالاسكندرية.
وفي مقدمة العظة لخص قداسته حلقات سلسلة "حكايات الشجرة المغروسة التي تناولها في الأسابيع الماضية، فقال: "إن المسيحية عاشت بالعرق والتعب (فخر الرسل) وبسفك الدم (الاستشهاد)، وصمود الإيمان (تهليل الصديقين)." واليوم الحكاية الرابعة "قانون الإيمان" (ثبات الكنائس).
واستكمل قداسة البابا سلسلة "حكايات الشجرة المغروسة"، وتناول اليوم موضوع "قانون الإيمان"، وقرأ جزءًا من الأصحاح الخامس من رسالة القديس يوحنا الرسول الأولى والأعداد (١ - ٤).
وأوضح قداسته ما حدث في المسيحية في العالم في الفترة بين القرن الثالث والخامس الميلادي، ففي عام ٣٢٥م. انعقد مجمع نيقية المسكوني الأول باجتماع ٣١٨ أسقفًا بدعوة من الإمبراطور قسطنطين البار لمناقشة المواضيع الآتية:
- بدعة أريوس والذي نشر تعاليم خاطئة عن أن السيد المسيح مخلوق وليس مساويًا للآب.
- وضع صيغة إيمانية محددة لشرح الإيمان بكلمات قانونية وكلها من الكتاب المقدس.
- تحديد موعد عيد القيامة.
- بتولية الكهنة، وقرر المجمع أن يكون الكاهن والشماس من أصحاب الزوجات، وبتولية الأب الأسقف.
- معمودية الهراطقة، وقرر المجمع بإعادة معمودية الأشخاص الذين عمدهم الهراطقة، ولا تُعاد معمودية مَنْ هرطق وعاد إلى الإيمان.
وأشار قداسة البابا إلى تعريف عام لقانون الإيمان، كالتالي:
- ملخص لعقيدتنا المسيحية.
- يحوي كل بنود الإيمان المسيحي، في صياغات قانونية محددة واضحة غير قابلة للجدل أو الالتباس.
- علامة تعارف، تصلي به كل الكنائس التي تؤمن بأن المسيح هو الفادي والمخلص.
- كل كلمة فيه مأخوذة من الكتاب المقدس بآيات، "وَبِالإِجْمَاعِ عَظِيمٌ هُوَ سِرُّ التَّقْوَى: اللهُ ظَهَرَ فِي الْجَسَدِ، تَبَرَّرَ فِي الرُّوحِ، تَرَاءَى لِمَلاَئِكَةٍ، كُرِزَ بِهِ بَيْنَ الأُمَمِ، أُومِنَ بِهِ فِي الْعَالَمِ، رُفِعَ فِي الْمَجْدِ" (١تي ٣: ١٦).
وأضاف قداسته أنه في عام ٣٨١م. انعقد مجمع القسطنطينية باجتماع ١٥٠ أسقفًا لمناقشة بدعة مقدونيوس الهرطوقي والذي كان يُعلم بأن الروح القدس أقل من الآب، كما انعقد مجمع أفسس في عام ٤٣١م. لمناقشة بدعة نسطور، وفي المجمع الثالث تم وضع مقدمة قانون الإيمان (المجد لك يا سيدنا وملكنا المسيح..).
وقدم قداسة البابا محتوى قانون الإيمان، كالتالي:
- لاهوت الآب.
- لاهوت الابن.
- لاهوت الروح القدس.
- سمات الكنيسة.
- الولادة الجديدة.
- الحياة الأبدية.
وأوضح قداسته المفاهيم المستفادة من الكلمات الأولى في قانون الإيمان (بالحقيقة نؤمن بإله واحد)، كالتالي:
- وجود الله، ضابط الكل، صنع كل شيء بنظام، "صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ، وَأَيْضًا جَعَلَ الأَبَدِيَّةَ فِي قَلْبِهِمِ" (جا ٣: ١١).
- وحدانية الله، لا يوجد في مسيحيتنا الشرك بالله، "أَنَا الأَوَّلُ وَأَنَا الآخِرُ، وَلاَ إِلهَ غَيْرِي" (إش ٤٤: ٦)، "وَلكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ، الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ" (١كو ١٢: ٦).







