أكد اللواء أحمد عيسى، الخبير في الأمن القومي أن المقاومة الفلسطينية على الرغم من كل الضربات التي وُجهت لها وعلى الرغم من الخسائر الفادحة التي تكبدها الفلسطينيون بشكل عام في قطاع غزة، بما في ذلك المقاومة، إلا أنها قادرة على إعادة إحياء ذاتها وتنشيط نفسها، ثم تنفيذ عمليات مؤلمة وقاسية ونوعية ضد جنود وجيش الاحتلال الإسرائيلي.
وقال عيسى في مداخلة مع قناة "القاهرة الإخبارية": "الشهر الجاري إذا ما أخذنا مقارنته بالشهر الماضي، الذي قُتل فيه 20 من الجنود الإسرائيليين، أي بمعدل قتيل واحد كل 37 ساعة، فإننا أمام تصاعد واضح".
وتابع: "خلال هذه الفترة الممتدة من بداية الشهر حتى الآن، نحن أمام أكثر من جندي إسرائيلي يُقتل خلال 24 ساعة اليوم يجري الحديث عن عمليات عسكرية نفذت في أربع مناطق، وفي جميعها كان هناك قتلى وجرحى، هكذا حسب وسائل الإعلام الإسرائيلية اثنتان في منطقة شرق التفاح، وواحدة في خان يونس، وواحدة في جباليا".
وتابع: "إحدى هذه العمليات، كما أعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية على لسان الجيش، شهدت تفعيل استراتيجية هانيبال لمنع المقاومة من أسر أحد جنودها، وذكرت قبل قليل أنه تم العثور على الجندي المفقود، ما يعني أن المقاومة تعمل على كامل امتداد مساحة القطاع، وأن المناطق التي عمل فيها الجيش الإسرائيلي سابقًا وادعى أنه قضى فيها على المقاومة، لا زالت المقاومة تعمل فيها وبفعالية".
وأوضح: "ما يجري في غزة، لا سيما في هذه الأيام، له دلالات كبيرة جدًا وقرائن أصبحت تتكشف يومًا بعد يوم، وبالتأكيد ستتكشف أكثر في قادم الأيام الادعاء بالنصر الذي تتحدث عنه إسرائيل على جبهات أخرى غير الجبهة الفلسطينية، سواء في لبنان أو إيران أو سوريا، صحيح أنها وجهت ضربات قاسية للمقاومة في لبنان وكذلك لإيران، إلا أن الأمور لم تُحسم بعد في تلك الجبهات".
واختتم: "لكن الحقيقة واضحة جدًا للعيان وللمراقبين، أن كل هذه الادعاءات تنهار على صخرة صغيرة اسمها قطاع غزة صحيح أن الثمن باهظ، لكن الجيش الإسرائيلي لم يتمكن من تحقيق أي إنجازات سوى التدمير والقتل والإبادة عمليًا، وهذا لا يحسم الصراع بالتأكيد".