نظّمت جامعة قناة السويس قافلة تنموية شاملة إلى مركز شباب قرية أبو عيادة بالتل الكبير، وذلك تحت رعاية الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، الذي أكد أن الجامعة تواصل أداء رسالتها المجتمعية من خلال توسيع نطاق الخدمات التنموية والطبية والتوعوية، والزراعية المقدمة للمجتمعات المحلية، تنفيذًا لاستراتيجية الدولة المصرية نحو تنمية الريف وتحسين جودة حياة المواطنين، مشيرًا إلى أن القوافل الشاملة تمثل أحد أبرز أذرع الجامعة في التواصل مع المجتمع والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة للفئات الأكثر احتياجًا.
وجاءت القافلة بإشراف عام من الدكتورة دينا أبو المعاطي، نائب رئيس الجامعة لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة، التي أشارت إلى أن القافلة جاءت في إطار خطة قطاع خدمة المجتمع لدعم القرى الأكثر احتياجًا بمحافظة الإسماعيلية، مؤكدة أن الجامعة تحرص على التكامل بين كلياتها المختلفة لتقديم خدمات متنوعة تشمل الرعاية الصحية والتثقيف الصحي والإرشاد الزراعي والدعم النفسي والتربوي، بما يلبّي احتياجات المواطنين ويرسّخ دور الجامعة كمؤسسة تنموية فاعلة.
مشاركة كليات الطب البشري وطب الأسنان والطب البيطري والصيدلة والزراعة
شملت القافلة عددًا من التخصصات بمشاركة كليات الطب البشري وطب الأسنان والطب البيطري والصيدلة والزراعة والتربية، مركز تعليم الكبار ،حيث تم توقيع الكشف الطبي على 521 حالة من أهالي القرية، بواقع 55 حالة باطنة، 89 جلدية، 36 مسالك، 56 أطفال، 94 عظام، 50 أسنان، 7 جراحة، 40 أنف وأذن، و94 رمد، فضلًا عن صرف الأدوية اللازمة مجانًا للحالات، إلى جانب تقديم خدمات التوعية الصحية والإرشادات الوقائية.
وفي المجال الزراعي، قام فريق الإرشاد الزراعي بزيارة عدد من مزارع ومحاصيل القرية، مع التركيز على مشكلات محصول الأرز بوصفه المحصول الاقتصادي الأساسي للمنطقة.
ضعف نمو النباتات في المشتل، وقد خرج الفريق بتوصيات
وتمثلت المشكلات في ضعف نمو النباتات في المشتل، وقد خرج الفريق بتوصيات هامة تضمنت ضرورة اتباع برنامج تسديد مناسب، والاعتدال في التسميد، وضبط عملية الري والصرف، بالإضافة إلى رش وإضافة المبيدات الزراعية الموصى بها لعلاج الإصابات المرضية والحشرية، مع تطبيق برامج المكافحة المناسبة.
وتم خلال الزيارة توزيع المبيدات الزراعية مجانًا على المزارعين، وبلغ عدد المستفيدين من هذه الخدمة 25 مزارعًا.
كما شارك مركز تعليم الكبار بالجامعة ضمن أنشطة القافلة، حيث قام بعقد امتحان لـ19 فردًا راغبين في الحصول على شهادة محو الأمية، كما استمع الفريق إلى 10 حالات من أولياء الأمور الذين يعاني أطفالهم من مشكلات سلوكية متنوعة مثل التنمر، والسرقة، والتبول اللاإرادي، والكذب، حيث تم تقديم حلول مقترحة لكيفية التعامل معها تربويًا، مع مناقشة أهمية التعليم ودوره في تحسين الواقع الأسري والاجتماعي.
تقديم الدعم النفسي اللازم وآليات التعامل مع هذه الضغوط
وناقش الفريق مع عدد من الأهالي بعض المشكلات النفسية التي يتعرضون لها، كالشعور بالقلق بشأن مستقبل أولادهم، والخوف من المستقبل، والاكتئاب، وتم تقديم الدعم النفسي اللازم وآليات التعامل مع هذه الضغوط.
وأكد الدكتور ناصر مندور، رئيس الجامعة، بعد ختام الفعاليات، أن هذه القوافل الشاملة تمثل تجسيدًا حيًا لدور الجامعة في خدمة المجتمع، وتعكس فلسفة جامعة قناة السويس التي تؤمن بأن دورها لا يقتصر على التعليم والبحث العلمي فحسب، بل يمتد ليشمل التنمية المجتمعية الشاملة، من خلال الوصول إلى القرى والمناطق الأشد احتياجًا، وتقديم الدعم المباشر في مجالات الصحة والزراعة والتعليم والتوعية.
أعربت الدكتورة دينا أبو المعاطي عن سعادتها بالتفاعل الإيجابي من أهالي القرية، مؤكدة أن قطاع خدمة المجتمع وتنمية البيئة مستمر في تنفيذ المزيد من هذه القوافل خلال الفترة المقبلة، بالتنسيق مع الجهات التنفيذية والمحلية، بهدف تعزيز جهود الدولة في تنمية الريف المصري، مشيرة إلى أن قياس أثر هذه القوافل لا يتوقف عند عدد المستفيدين، بل يمتد ليشمل رفع مستوى الوعي وتحسين نوعية الحياة.
وشهدت القافلة مشاركة فعالة من أعضاء هيئة التدريس والهيئة المعاونة والطلاب، الذين قدّموا نموذجًا مشرفًا لروح الانتماء والمسؤولية المجتمعية، مؤكدين أن مثل هذه الفعاليات تمنحهم الفرصة لتطبيق مهاراتهم الأكاديمية في بيئة واقعية، وتُنمّي لديهم الحس الوطني، وترسخ ثقافة العمل التطوعي.
نُظّمت القافلة بتنسيق وإشراف المهندسة وفاء إمام، مدير عام الإدارة العامة للمشروعات البيئية، والأستاذ خالد مطرود، مدير إدارة القوافل، في إطار التعاون المتكامل بين قطاعات الجامعة المختلفة لخدمة المجتمع المحلي، وتحقيق رؤية الجامعة في تقديم خدمات متكاملة تسهم في التنمية المستدامة بالمناطق الريفية.
