أخبار عاجلة

بالبلدي: الوشم الإلكتروني.. أحدث إبداعات محمد كسبه

»»

ويتجدد اللقاء مع إبداعات أدباء ومواهب أبناء أرض الكنانة..وقد أهدي الكاتب الأديب محمد كسبه لبوابة الجمهورية والمساء أون لاين أحدث إبداعاته الأدبية في ثياب القصة القصيرة ننشرها عبر هذه السطور..

????

الوشم الإلكتروني

لايعلم ماذا يفعل ؟ الوقت يداهمه ، لم يتبق من حياته سوى تسعين دقيقة.
المسافة بينه وبين ابنه في المستشفى تحتاج خمسين دقيقة فقط ، لم يكن يخطر بباله أن القطار السريع سيحدث له عطل أبدا ، على مدار الأعوام السابقة لم تحدث مثل هذه الكارثة ، و الشيء المحزن أن القطار توقف في منطقة نائية بعيدة عن العمار .
نظر إلى الوشم الإلكتروني على ظهر يده بغضب شديد ، كأنه يريد أن يقتلع ذلك الوشم اللعين الذي حل محل وسائل التواصل الإجتماعي كلها ، بل أصبح بديلا عن الهاتف في الإتصال أيضا .
ثورة التواصل بالهواتف انتهت و ما عليك فعله شئت أم أبيت لتتواصل مع الآخرين ، يجب أن تدق ذلك الوشم بالإبر التي تفرز جزيئات إلكترونية من مواد مسالة تتحد بسرعة مذهلة مع الأعصاب وخلايا المخ و تظهر شاشة مربعة الشكل يمكن تكبيرها أو تصغيرها تعمل باللمس و تتحرك على الزراعين و يمكنك سحبها أو تثبيتها في أي منطقة تناسبك .
حاول الأستاذ رامز أن يستعطف الركاب كي يحصل منهم على وقت إضافي و لو دقيقة من كل راكب كي يضيفها لحياته ، الوقت ينفذ و القطار ما زال على الطريق
لا أحد يعرف سبب العطل او كيفية الإصلاح .
جلس الأب حزينا على الطريق مشتت التفكير وقال في نفسه ، الصحة لم تعد كما كانت ،
ما أقذر هذا الشيء!..
تبا لهذا الاختراع اللعين ، الوشم الإلكتروني لعنة والأقذر منها برنامج عداد الحياة الذي يظهر أسفل الوشم بالأرقام الحمراء التي تتناقص دائما .
نظر على الجانب الآخر للطريق وجد شاب يدخن و يبدو عليه أنه يتعاطى المخدرات ، ذهب إليه و تفاوض معه اشترى منه ستين دقيقة بكل ما معه من مال في جيبه سبعمائة جنية .
في الوشم تظهر صورة ابنه يتألم و يبتسم لولداه ، أرسل لأبيه “سكرين شوت” لمح الأب أرقام عداد الحياة الخاص بعصام ظهرت باللون الأخضر و هذا معناه أن الموت يداهمه وأن المرض والألم سيهزمان الوقت المتبقي من حياة الابن مهما كان الوقت كثيرا .
مازن الطفل ذو العشر سنوات – أحد ركاب القطار – تعاطف مع الأب و قرر أن يحول له يوم كامل من رصيده في الحياة ، أشار للأب المكلوم من بعيد ، رفع الأب يده موضحا له الرقم الكودي الخاص به ليتمكن مازن من التحويل ، فجأة لمحته أمه و بسرعة منعته أن يفعل و أوقفت التحويل حفاظا على حياة ابنها..
القطار بدأ في التحرك ، ركب الجميع، لكن هذه السرعة لن تمكن الأب من الوصول للمستشفى التي يرقد بها عصام في الوقت المناسب ، ليتبرع له بالدم و جزء من الكبد .
الوقت يتناقص ويمر سريعا ، قلب الأب ينبض سريعا ، القلق يزيد و الخوف يزيد والعمر أوشك على الانتهاء .
شاب مهذب رأى الأب من بعيد ، على هذا الحال ، فتبرع له بخمسين دقيقة ، وتلك كانت كافية ، فالقطار وصل للمحطة الأخيرة ، نزل الأب وجرى سريعا بأقصى ما يمكنه وكاد أن يلفظ أنفاسه الأخيرة على باب المستشفى .
شق الزحام و وصل بصعوبة لغرفة العناية المركزة ، الفريق الطبي في انتظار الأب الذي تبرع لابنه بالدم ، داخل غرفة العمليات ، الأرقام في عداد الحياة الخاص بالابن تتحول تدريجيا للون الأحمر بينما في عداد حياة الأب تتحول تدريجيا للون الأخضر ثم للأخضر الباهت ، وفجأة توقف العداد وانطفأت شاشة الوشم الإلكتروني !.

إخلاء مسؤولية إن موقع بالبلدي يعمل بطريقة آلية دون تدخل بشري،ولذلك فإن جميع المقالات والاخبار والتعليقات المنشوره في الموقع مسؤولية أصحابها وإداره الموقع لا تتحمل أي مسؤولية أدبية او قانونية عن محتوى الموقع.
"جميع الحقوق محفوظة لأصحابها"

المصدر :" almessa "

اشترك فى النشرة البريدية لتحصل على اهم الاخبار بمجرد نشرها

تابعنا على مواقع التواصل الاجتماعى

السابق جدول مواعيد القطارات من القاهرة إلى الإسكندرية اليوم السبت 12 يوليو 2025
التالى خطوات التسجيل في اختبارات القدرات 2025 والأوراق المطلوبة