أيهما أفضل لفقدان الوزن ممارسة الرياضة أم المشي

فقدان الوزن .. بعض الأشخاص يمتدحون الجلسات المكثفة من التمارين الرياضية، في حين يكتفي آخرون بالمشي اليومي ويشيدون بنتائجه، مؤكدين أنهم فقدوا الوزن بفضل هذا النشاط البسيط. ولكن السؤال يبقى: أيهما أفضل؟ هل هناك إجابة مطلقة، أم أن الأمر يعتمد كليًا على طبيعة أجسامنا وأسلوب حياتنا؟

إذا كنت مترددًا بين التزام جداول تمارين رياضية شاقة أو الاعتماد فقط على المشي اليومي، فإن السطور القادمة ستساعدك على فهم الفرق بين المسارين لتحديد الأنسب لك.

**لفقدان الوزن المشي مقابل التمارين الرياضية: ماذا تختار؟**

**لفقدان الوزن المشي**

قد يبدو المشي نشاطًا بسيطًا أو حتى عاديًا لدرجة أننا نميل لتقليل قيمته كتمرين حقيقي. لكن الدراسات أثبتت مرارًا وتكرارًا أن المشي السريع، خاصة عند ممارسته بانتظام، ليس فقط مفيدًا لفقدان الوزن، بل أيضًا لتحسين الصحة العامة.

ما يجعل المشي مميزًا هو سهولته وبساطته: لا يتطلب عضوية في صالة رياضية، ولا معدات خاصة، ويمكنك ممارسته في أي مكان تقريبًا. إلى جانب ذلك، هو نشاط منخفض التأثير على المفاصل؛ لذا يمكن الاعتماد عليه يوميًا دون القلق بشأن إجهاد الجسم.

فعند المشي السريع لمدة تتراوح بين 45 و60 دقيقة، يُمكنك حرق ما بين 200 و400 سعر حراري، حسب سرعتك ووزنك. ورغم أن هذا الرقم قد يبدو أقل من نظائر التمارين عالية الكثافة، إلا أن الانتظام في المشي واقترانه بنمط غذائي جيد كافيان لتحقيق نتائج ملحوظة مع الوقت.

ميزة إضافية أخرى هي أن المشي لا يُشعرك بأنه تمرين “تقليدي”. يمكنك الجمع بينه وبين الاستماع إلى الموسيقى، متابعة بودكاست، إجراء مكالمة هاتفية، أو حتى قضاء الوقت مع الأصدقاء. إنه أسلوب حياة أكثر منه مذكرة يومية لمهمة رياضية.

**التمارين الرياضية المكثفة**

على الجانب الآخر، تأتي التمارين الأكثر تنظيمًا وكثافة مثل رفع الأوزان، دروس الدراجات الثابتة، تمارين HIIT والجري. هذه الأنشطة توفر فاعلية أكبر عندما يتعلق الأمر بحرق السعرات الحرارية في وقت أقل، وهي مثالية للأشخاص الذين لديهم جداول يومية مزدحمة. وتتجاوز فوائدها الحرق المباشر للسعرات أثناء التمرين؛ إذ ترفع معدل الأيض بعد انتهائها فيما يُعرف بتأثير “ما بعد الحرق”، ما يؤدي إلى استمرار الجسم في استهلاك السعرات الحرارية طوال اليوم.

لفقدان الوزن التمارين الرياضية لها ميزة أخرى إضافية:

بناء العضلات. زيادة الكتلة العضلية تعزز قدرة الجسم على حرق المزيد من السعرات الحرارية باستمرار، حتى أثناء فترة الراحة. وبالتالي، كلما عملت على تقوية عضلاتك من خلال تمارين المقاومة أو رفع الأوزان، ازدادت كفاءة جسمك في إدارة الوزن.

علاوة على ذلك، إذا كان هدفك يمتد أبعد من فقدان الوزن ليشمل تحسين شكل جسمك أو تعزيز قوتك العامة، فإن التمارين الرياضية هي الخيار الأفضل لذلك. فهي لا تقتصر على تحقيق فقدان الوزن بل تمنحك شعورًا بالقوة واللياقة البدنية المتكاملة.

**الخلاصة**

لا توجد إجابة واحدة تناسب الجميع. إذا كنت تبحث عن وسيلة بسيطة ومريحة لتحريك جسمك وتحسين صحتك دون ضغوط إضافية، فإن المشي يكفي لتحقيق ذلك. أما إذا كنت تتطلع إلى نتائج أسرع تشمل تحسين الشكل الجسدي وبناء القوة الجسدية على المدى الطويل، فقد تكون التمارين الرياضية الكثيفة هي الخيار الأمثل.

بالنهاية، كل نشاط تختاره يعتمد على احتياجاتك وأهدافك وقدرتك على المواظبة، فالأهم هو الالتزام بنمط حياة صحي ومستدام يناسبك.

لفقدان الوزن من سيكون الفائز؟

الإجابة تعتمد على أهدافك الشخصية واحتياجاتك. إذا كنت تبحث عن فقدان الوزن بطريقة مستدامة، فإن أفضل استراتيجية غالبًا ما تكمن في المزج بين المشي المنتظم كجزء أساسي من نشاطك اليومي، وإدخال تمارين رياضية إضافية عدة مرات أسبوعيًا لتعزيز بناء العضلات وتسريع حرق الدهون.

اجعل المشي عادة يومية لا تقبل النقاش، ثم أضف جلسات من تمارين القوة أو الكارديو مرتين إلى أربع مرات أسبوعيًا، بما يتناسب مع طاقتك وجدولك وأهدافك.

إذا كنت من الأشخاص الذين يفضلون المشي فقط ويمكنك الالتزام به بسهولة، فهذا كافٍ كبداية وستلاحظ النتائج مع الاستمرارية. أما إذا كنت تستمتع برفع الأثقال أو قضاء الوقت في صالة الألعاب الرياضية، فلا تتردد في ذلك، مع الحرص على التنويع في الحركة. الأهم هو أن تجد ما يناسبك وتستمتع به، لأن التزامك يعتمد بشكل كبير على مدى حبك لما تقوم به.