في ظل تصاعد الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة، والمواقف المتباينة داخل الحكومة الإسرائيلية، تسير مفاوضات صفقة التبادل ووقف إطلاق النار في الدوحة نحو طريق مسدود، رغم الجهود الإقليمية والدولية المكثفة، لا سيما من الجانب المصري الذي اتهم إسرائيل بإفشال المفاوضات.
تعثر المفاوضات وخرائط جديدة على الطاولة
ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعتزم اتخاذ قرار خلال جلسة أمنية بشأن تقديم خريطة انسحاب جديدة من غزة، بعد أن رفضت حركة حماس الخرائط السابقة. صحيفة معاريف أشارت إلى أن مصر تتهم إسرائيل بإفشال صفقة الأسرى، وتؤكد أن تل أبيب قد ترضخ لتقديم تنازلات نتيجة الضغط الدولي المتزايد.
انقسام داخل الحكومة الإسرائيلية
القناة 12 الإسرائيلية نقلت أن اللقاءات المتتالية بين نتنياهو وكل من إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش تعكس حجم الانقسام داخل الائتلاف الحاكم، حيث يعمل بن غفير على إفشال الصفقة خلف الكواليس، ويدعو إلى وقف المساعدات الإنسانية لغزة و"تشجيع الهجرة الطوعية". كما أجرى اتصالات مع وزراء من حزب الليكود لإقناعهم برفض أي اتفاق محتمل.
في المقابل، قال نتنياهو في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" إنه يتعاون مع دونالد ترامب للتوصل إلى اتفاق هدنة لمدة 60 يوما في غزة، معربًا عن أمله في تحقيق تقدم قريب.
تصعيد ميداني وسقوط ضحايا
في الأثناء، أعلنت مصادر طبية في قطاع غزة عن استشهاد 50 مواطنًا منذ فجر الأحد نتيجة الغارات الإسرائيلية، بينهم 20 شهيدًا في مخيم النصيرات. كما حذرت المتحدثة باسم الأونروا من أن 112 طفلًا يتم تشخيصهم يوميًا بسوء التغذية في القطاع منذ بداية العام، مشيرة إلى تفاقم الكارثة الإنسانية.
عضو فريق السفينة "حنظلة" الناشطة ماريا إلينا، قالت إنهم يبحرون لكسر الحصار الإسرائيلي غير القانوني على غزة، مضيفة: "إسرائيل التي تُحاكم بتهم الإبادة الجماعية هي من تقرر دخول المساعدات، وهذا أمر مرفوض". وأكدت أنهم يمثلون إرادة الشعوب لا جبن الحكومات التي تساند الاحتلال.
رسائل من الجيش والداخلية
في سياق متصل، أفادت وزارة الداخلية الفلسطينية أن حلًا جذريًا لأزمة العالقين على جسر الملك حسين سيُعلن خلال الساعات القادمة. بينما وجّه الجيش الإسرائيلي رسالة إلى المستوى السياسي، مؤكدا أنه يقترب من تحقيق الأهداف الميدانية، داعيًا القيادة إلى اتخاذ قرارات حاسمة بشأن غزة.
التوقعات: هل تنهار المفاوضات أم تنضج الصفقة؟
صحيفة يسرائيل هيوم نقلت عن مصادر حكومية أن نتنياهو وعد الوزراء بمواصلة القتال ضد حماس بعد أي اتفاق محتمل، في محاولة لطمأنة اليمين المتطرف داخل ائتلافه، وسط أنباء عن اجتماع أمني يعقده مساء اليوم لبحث إمكانية المضي قدمًا في تقديم خرائط جديدة خلال محادثات الدوحة.
وفي ظل هذه التطورات المتسارعة، يبقى مصير المفاوضات معلّقًا بين واقع ميداني مشتعل، وضغوط سياسية داخلية وخارجية، في مشهد معقّد يُرجّح أن تشهد الساعات المقبلة تحولًا حاسمًا في مسار الأحداث.
